وجه التنظيم الإرهابي ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، نداء إلى المتعاطفين معه، للحصول على ما أسماه بالدعم المادي والمعنوي، لبقايا عناصره، بعد أن عرف نقصا في التعداد والعدة، نتيجة الضربات الموجعة لمصالح الأمن المشتركة من جيش، درك وشرطة. إلى جانب محاولة عدد كبير من العناصر النشطة ضمنه، التخلي عن العمل الإرهابي، والعودة إلى أحضان المجتمع، متأثرين بالنداءات المتتالية لعلماء الأمة، بعدم جدوى النشاط المسلح بأرض المسلمين، وحرمته بأرض الجزائر المسلمة، علاوة على تخييم اليأس والإحباط على معنويات بقايا التنظيم الإرهابي، عقب تسليم عدد كبير من قيادات التنظيم لأنفسهم، وشروع آخرين في مفاوضات متقدمة مع مصالح الأمن، لتطليق العمل الإرهابي، والاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، لقناعتهم بحرمة العمل المسلح بالجزائر، وخروج النشاط المسلح عن النهج السلفي، واعتماده منهج ''الخوارج'' في مختلف عملياته. وجاء ''تسول'' التنظيم الإرهابي الدعم، عقب القضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية النشطة ضمن تنظيم القاعدة، تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود، واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، إلى جانب تجفيف مصادر وشبكات الدعم والإسناد، وتخلي عدد كبير من عناصرها عن العمل ضمن التنظيم الإرهابي، بعد أن جرّم علماء الأمة العمليات الإرهابية، التي يقوم بها تنظيم القاعدة بالجزائر، علاوة على تخوف العناصر النشطة ضمن التنظيم الإجرامي من القضاء عليها، بعد تمكن مصالح الأمن من اختراق التنظيم وحصوله على معلومات آنية حول كل التحركات التي تقوم بها هذه العناصر بمختلف السرايا الإرهابية. وقد حاول ''دروكدال'' في بيانه، التغطية عن العجز الذي يعرفه في التجنيد ورغبة مجنديه في تطليق العمل المسلح، بوصف تسليم عناصر لأنفسها ودخول أخرى في مفاوضات بالحرب الدعائية، محاولا الرفع من معنويات بقايا عناصره، ليؤكد من جديد الإحباط النفسي الذي يحوم بمعاقله. من جانب آخر يعتبر هذا البيان الأول من نوعه، الذي لم يتول تحريره صلاح الدين قاسمي، المعروف باسم ''صلاح أبو محمد''، الناطق الرسمي لتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، أحد أبرز قيادات التنظيم الإرهابي، الذي دخل في مفاوضات مع السلطات، للتخلي عن النشاط الإرهابي، وهو ما انفردت ''النهار'' بنشره في عدد سابق، حيث أسرت مصادر موثوقة ل ''النهار''، أن أحد أقارب صالح قاسمي المقيم بمنطقة زريبة الوادي، طلب رسميا من أحد أعوان الأمن المرافقين لرئيس الجمهورية خلال زيارته لولاية بسكرة، التوسط لدى قيادة جهاز الأمن بغرض توفير ''ضمانات'' لابنهم صلاح الدين قاسمي، الذي عبر لهم عن رغبته في التخلي عن العمل المسلح نهائيا، شرط تمكينه من ''الضمانات'' التي تسمح بالعودة إلى ذويه، دون متابعة قضائية، كما يؤكد الأسلوب الرديء وطريقة التركيب المعتمدة تغير المشرفين على صياغته وإعداده. وما يلاحظ على البيان؛ هو نشره بعد يومين من إصداره، وعلى شكل إخباري، يشبه التقارير التي كانت تصدر سنة 2006، عقب إعلان الرئيس بوتفليقة عن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، التي حدت من نشاط التنظيم الإرهابي، وأدخلته مرحلة الضعف، بعد أن فشل في تنفيذ عمليات استعراضية تذكر بوجوده.