تم تجنيده رفقة زوجته من طرف منظمات إرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي فتحت، أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة، ملف التحاق سيدة جزائرية تدعى «ب. رميساء» المكناة «بلقيس» رفقة زوجها المدعو «ع.فريد» المكنى «أبو العباس» بما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام «داعش».نجحت المنظمات الإرهابية بسوريا في تجنيد الزوج عبر الساحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتجاوز ذلك إلى حثه على تجنيد زوجته واصطحابها معه، حيث لا يزال الزوجان يتواجدان في الأراضي السورية للقتال ضمن صفوف «داعش» ضد نظام بشار الأسد، فيما جرت محاكمة «ط.عبد الرحمن» الذي تبيَن أنه كان على تواصل معهما لتجنيد الشباب وتمويل الجماعات الإرهابية الناشطة ببومرداس. وحسبما يكشفه ملف القضية فإنه في إطار مكافحة الجريمة المعلوماتية وتفكيك شبكات الدعم لتنظيم «داعش» عبر الشبكة العنكبوتية تمكنت مصالح الأمن العسكري شهر مارس 2015 من توقيف المتهم «ط.عبد الرحمن» البالغ من العمر 30 سنة بمنطقة عين الدفلى كونه كان في مهمة عمل بصفته حدّادًا في شركة وطنية، لوجود معلومات تفيد بأنه على تواصل مع تنظيم «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتحقيق معه اعترف بمعرفته بالمتهم «ع.فريد» المكنى «أبو العباس» وزوجته «ب.رميساء» المكناة «بلقيس»، واللذين ينشطان ضمن تنظيم «داعش» بسوريا. وحسبما صرح به فإنَه تعرف على «فريد» بمقهى أنترنت في منطقة أولاد يعيش بالبليدة سنة 2014، عندما كان يستمع لدرس للشيخ «أبو محمد المقدسي» حول تكفير الناس والحكام، حيث تأثرا بما كان يقوله ويدعو إليه، الأمر الذي سنح بالحديث بينهما والنقاش حول الموضوع وما تعيشه معظم الدول العربية بما فيها تنظيم «داعش»، توطدت على إثرها علاقة صداقة بينهما عبر «الفايسبوك»، مضيفا أنه التقى به في نفس المقهى ما يقارب ثلاث مرات، وفي كل مرة كانا يتجادلان حول تكفير الشيخين «ابن العثيمين» و«ابن باز»، وبعد أشهر من عيد الأضحى لسنة 2014 –يضيف المتهم- أخطره «فريد» المكنى «ابو العباس» بأنه سيسافر إلى تركيا للعبور إلى سوريا من أجل الالتحاق بتنظيم «داعش»، وبعد مرور أسبوعين تواصل معه مجددا عبر «السكايب» و«الفايسبوك» وأرسل له صورا له يرتدي فيها بدلة عسكرية ضمن صفوف «داعش»، كما منح الموقع الإلكتروني لزوجته المكناة «بلقيس» بغرض مساعدتها، وبعدما اتصل بها منحته مبلغ 6 ملايين سنتيم، وطلبت منه أن يستبدلها لها بالعملة الصعبة «الأورو» لأنها بصدد إعداد ملف للسفر للالتحاق بزوجها في سوريا، وهو ما لم يمانعه المتهم «عبد الرحمن»، حيث قام بإيصالها إلى المطار واقترح عليها تغيير الحجاب الذي كانت ترتديه بسبب لونه الأسود الذي يثير الشبهات. وبسماعه لدى قاضي التحقيق، صرح أن مصالح الأمن العسكري طلبت منه التعاون معها من خلال التنقل إلى غابة عين الكحلة بولاية بومرداس بغرض تسليم 14 شريحة هاتف نقال لجماعة إرهابية، وفعلا تنقل إلى هناك بتاريخ 06 أفريل 2015، كون تلك العناصر الإرهابية تعرفه جيدا بعدما تمت تزكيته لديها من طرف الإرهابي الفار «أبو العباس»، مما مكن مصالح الأمن العسكري من الإطاحة بعدد من الإرهابيين بالمنطقة من بينهم إرهابي خطير كان مبحوثا عنه تم القضاء عليه.المتهم وبمثوله لمواجهة جناية تشجيع وتمويل الأفعال الإرهابية جناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط بالخارج نفى التصريحات التي أدلى بها خلال مراحل التحقيق كما أنكر علمه بالتحاق الزوجين بتنظيم «داعش» باعتبار أن «فؤيد» أخطره أنه متوجه رفقة زوجته للإقامة في ألمانيا، وبناء على ذلك قدم لهما يد المساعدة، كما نفى اتصاله بالجماعة الإرهابية التي تنشط بغابة عين الكحلة أو تقديم المساعدة لمصالح الأمن العسكري، أو معرفته بالإرهابي المكنى «موح الشلفي» المتواجد هو الآخر ضمن صفوف «داعش» بسوريا. وعليه قضت هيئة المحكمة بإدانة المتهم «عبد الرحمن» بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا مع حرمانه من حقوقه المدنية والسياسية.