شن، صبيحة أمس، سكان قرية آيت مصباح شرق مدينة بني دوالة في تيزي وزو، حركة احتجاجية من خلال غلق مقر وحدة الجزائرية للمياه واقتحام مقر دائرة بني دوالة، للتنديد بأزمة العطش التي ضربت بأطنابها منذ عدة أسابيع، رغم أن قريتهم لا تبعد كثيرا عن سد تاقسابت بوادي عيسي، وقد عرفت الحركة الاحتجاجية، مشاركة المئات من المواطنين، حيث كانت بدايتها في حدود الساعة العاشرة صباحا من نهار أمس، أين قاموا بغلق مقر وحدة مؤسسة الجزائرية للمياه، قبل نقل احتجاجهم أمام مقر الدائرة واقتحامه بقوة للمطالبة بعقد لقاء أمام رئيس الدائرة، وحسبما أكده المحتجون في تصريحاتهم ل«النهار»، فإن انتهاجهم لغة الشارع للمطالبة بحقوقهم، جاء كنتيجة حتمية للمعاناة الحادة التي يتكبدونها منذ سنوات، والمتمثلة في أزمة العطش التي تشهدها قريتهم وبشكل متكرر على مدار أيام السنة، كما أضافوا أن أسباب المشكل المطروح عديدة وتكمن أهمها في غياب أية إرادة من قبل المسؤولين الولائيين في تبني حلول نهائية لتذبذب عملية تزويد قريتهم بالمياه، رغم الشكاوى الكثيرة التي رفعت إليها في هذا الإطار لعدة سنوات خلت، وأكثر من ذلك -حسبهم- فإن السلطات المعنية بما فيها مديرية الري التي لم تخصص أية مشاريع في القطاع للمنطقة بني دوالة، لم تحرك ساكنا من أجل حل المشكل عن طريق إدراج مشروع تجديد شبكة قنوات نقل المياه، الذي لا يزال يشهد تأخرا فادحا في عملية الإنجاز، فضلا عن أن غياب الدراسة التقنية اللازمة للمشروع، مما اعتبروه حلا جزئيا من منطلق أن كميات من المياه التي سيتم ضخها بواسطة هذه الأنابيب مستقبلا ستكون ضئيلة وبشكل لن يحقق تغطية شاملة لجميع القرى السالفة الذكر، وفي هذا الصدد، طالب السكان من الجهات المعنية بضرورة إعادة النظر في المشروع، مع توقيف المؤسسة المكلفة بإنجاز أشغاله واستبدالها بأخرى نظرا للتأخر المسجل في إنجاز المشروع الذي هو محل انتقاد. من جهة أخرى، صرح المحتجون بأن ما أثار استياءهم أكثر هو تواجد قراهم على مسافة لا تزيد عن الكيلومترين من سد تاقسابت، إلا أن الأمر لم يشفع لهم ليكونوا بذلك ضحايا لأزمة العطش المتكررة أسبوعيا، كما أكدوا أن مطلبهم الوحيد الذي رفعوه إلى السلطات الولائية منذ عدة أشهر يتمثل في إنجاز محطة ضخ المياه على مستوى بلدية بني دوالة وربطها بالمياه، ابتداء من سد تاقسابت، مع الرفع من قوة الضخ، ليتم تزويد منازلهم بالمياه ومن دون أي إشكال. يذكر أن مدير وحدة الجزائرية للمياه ليتيزي وزو برزوق اعمر، الذي لا يزال يبذل مجهودات كبيرة من أجل وضع حدا للمشكل القائم بالولاية، وهدا بشهادة الجميع، والقضاء على أزمة العطش التي تضرب المنطقة مؤخرا، حيث ناشد المواطنون في العديد من المرات بالأرشاد وعدم التبذير ومحاربة أشكال السرقة التي تطال عدادات المياه بمختلف المناطق.