عادت البعثة الجزائرية التي شاركت في أولمبياد ري ودي جانيرو، صبيحة أمس، إلى أرض الوطن عبر رحلة خاصة حطت بمطار هواري بومدين في حدود ال10:30 سا، وضمت البعثة الرياضيين الجزائريين الذين شاركوا في التظاهرة، إضافة إلى مدربين، رؤساء اتحاديات ومسؤولين في اللجنة الأولمبية على غرار الرئيس مصطفى براف ورئيس البعثة عمار براهمية، وبعد أن قرر البطل الأولمبي توفيق مخلوفي، صاحب الميداليتين الفضيتين في سباق 800 و1500 متر، التنقل مباشرة من البرازيل إلى فرنسا للمشاركة في دورة سان دوني بباريس، فإن البقية عادت خاوية الوفاض تجر معها أذيال الخيبة باعتبار أن لا أحد منهم تمكن من الصعود فوق منصة التتويج، هذا وحظي العداء العربي بورعدة باستقبال الأبطال حيث تنقل عدد كبير من أفراد عائلته وأبناء حيه إلى مطار هواري بومدين من أجل استقباله بعد الأداء البطولي الذي ظهر به في الأولمبياد الذي أنهاه في المركز الخامس في مسابقة العشاري، ورغم أن بورعدة لم يتمكن من حصد أي ميدالية إلا أنه تمكن من كسب قلوب الجزائريين وحظي باستقبال حار، حيث رافقهم موكب من السيارات من المطار إلى بيته، كما استُقبل في منطقة أولاد هداج بالألعاب النارية والزغاريد والكاليش، مما جعل صاحب المركز الخامس في العشاري بريو في قمة السعادة، لكن بالمقابل تواصلت فضائح القائمين على البعثة، ولم تتوقف عند تذمر الرياضيين من سوء التحضيرات ونقص الإمكانيات، حيث وجد البعض منهم أمس أنفسهم وحيدين في المطار وانتظروا لوقت طويل قبل أن يأتي أحد ليقلهم إلى بيوتهم في صورة ملاكمي المنتخب الوطني الذين أنهى ثلاثة منهم الأولمبياد في المرتبة الخامسة، ولم توفر اللجنة الأولمبية للبعض منهم أي وسيلة لنقلهم من المطار، بل قامت بخرجة غريبة تمثلت في منح كل واحد منهم مبلغ 1000 دينار جزائري ليتنقلوا بها في سيارة أجرة رغم تعب رحلة دامت 15 ساعة من ريو إلى الجزائر، وهو ما زاد من حدة غضبهم وطالبوا بوضع حد لمثل هذه التصرفات وإعادة النظر في الظروف المسخرة للرياضي الذي يمثل بلد اسمه الجزائر . والد بورعدة: ابني حڤروه ولو حضّر جيدا لعاد من البرازيل بميدالية أكد، الصادق بورعدة، والد العداء الجزائري، العربي بورعدة، أن ابنه عانى من التهميش نوعا ما، وأنه لم يحضر جيدا للأولمبياد وهو سبب إنهائه لمنافسة العشاري في المركز الخامس، وقال بهذا الصدد: «ولدي حڤروه، الكارثة الكبيرة كانت قبل مشاركته في الأولمبياد، حيث أنه لم يحضر جيدا ولو فعل عكس ذلك لعاد من البرازيل بإحدى الميداليات، لكن رغم ذلك تحدى كل الصعوبات وبقي يحضر في الجزائر لثلاثة أو أربعة أشهر، أطلب من السلطات والمسؤولين على ألعاب القوى في الجزائر مساعدته لكي يشرف الجزائر في المسابقات الدولية المقبلة». ماهور باشا مدرب بورعدة: مسؤولون في اللجنة الأولمبية لم يقوموا بدورهم وعد أحمد ماهور باشا مدرب العربي بورعدة، بكشف المستور في ندوة صحفية سيعقدها هذا الأسبوع، سيتحدث من خلالها عن كل المشاكل التي عانى منها المدربون والرياضيون قبل وأثناء مشاركتهم في الألعاب الأولمبية، حيث اكتفى بالقول في تصريح ل«النهار» أن مسؤولين في اللجنة الأولمبية لم يقوموا بدورهم على أكمل وجه، وأوضح بهذا الصدد في تصريح ل«النهار»: «الدولة الجزائرية وفرت كل الإمكانيات وخصصت الميزانية اللازمة والمطلوبة للتحضير للألعاب الأولمبية، لكن مسؤولين في اللجنة الأولمبية لم يقوموا بدورهم لأسباب كثيرة سأكشف عنها قريبا». وعن قضية مساعده حسين محمد، الذي منعه رئيس البعثة عمار براهمية في البداية من العودة على متن الطائرة الخاصة، قال: «لو لم تتدخل الوزارة لما عاد محمد معنا على متن الطائرة، لكن الوزير تدخل شخصيا لحل هذا المشكل». كنزة دحماني: لا توجد إمكانيات وشاركنا في الأولمبياد فقط من أجل الواجب عبّرت العداءة كنزة دحماني، عن امتعاضها بسبب نقص الإمكانيات الموفرة من طرف الاتحادية، حيث أكدت في تصريح ل«النهار»، أنها اعتادت وزملاؤها مثل هذا السيناريو، وما كان في وسعها القيام بأي شيء في الأولمبياد بالنظر إلى قلة التحضيرات التي سبقت هذه التظاهرة، وقالت العداءة التي أنهت سباق المارطون في المركز ال50: «مشاركتي في الأولمبياد بحد ذاتها إنجاز وقمت بها من أجل الواجب، نعاني نقصا فادحا في الإمكانيات ولم أقم سوى بتربص واحد قبل الألعاب التي من المفترض أن يحضر لها الرياضي لسنوات لا لشهر واحد. بوراس رئيس اتحادية العاب القوى: مخلوفي لم يقصدني بتصريحاته أكد عمار بوراس، رئيس اتحادية ألعاب القوى، أن التصريحات التي أدلى بها البطل الأولمبي توفيق مخلوفي، في حق المسؤولين عن الرياضة الجزائرية لا تمسه، وأنه غير معني بالاتهامات التي وجهها العداء الجزائري للمسؤولين، وقال بهذا الخصوص: «تصريحات مخلوفي لا تمسني ولم يقصدني بكلامه، ولم أفكر أبدا أن أكون معنيا بها لا من قريب ولا من بعيد. سعدي رئيس اتحادية الملاكمة: منح التربصات للملاكمين ليست قانونية وإنما اجتهاد من الاتحادية أكد نبيل سعدي رئيس الاتحادية الجزائرية للملاكمة أن هيئته لا تملك حرية التصرف في الأموال ولا يمكنها صرف ميزانيتها على المنح والتربصات، حيث قال بهذا الصدد في تصريح للنهار: «لا نملك حرية التصرف في ميزانية الاتحادية ولا يمكننا صرفها على المنح والتربصات، منح هذه الأخيرة ليست قانونية وإنما اجتهاد من الاتحادية، أتمنى من السلطات أن تأخذ بعين الاعتبار الملاكمين الجزائريين كبقية الرياضيين»، وعن مشاركة المنتخب الوطني للملاكمة قال: «نعرف أن أمالا كبيرة علقت على الملاكمة الجزائرية للعودة بإحدى الميداليات، لكن عوامل كثيرة حالت دون ذلك أبرزها الكواليس والتحكيم، لكن ثلاثة ملاكمين أنهوا الدورة في المركز الخامس وهذا ليس بالأمر السهل، تحدثت مع الوزير بهذا الخصوص لأنه من غير المعقول أن تعتبر المرتبة الخامسة في رياضة أخرى إنجازا، فيما توصف عند الملاكمين بالفشل. ولد علي: أنا وزير وأخطأ ولا يمكنني الإجابة في مكان مخلوفي
وثمن وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي الذي كان في استقبال البعثة، المجهودات التي بذلها الرياضيون الجزائريون في الأولمبياد، غير أنه اعترف بوجود نقائص ستعمل الوزارة بالتنسيق مع كل الهيئات الرياضية على تفاديها في المستقبل، وأوضح بهذا الصدد: «الرياضيون مشكورون على المجهودات التي بذلوها، الدولة سخرت لهم كل الإمكانيات والوسائل للسماح لهم بالتحضير جيدا لهذه التظاهرة، صحيح توجد بعض النقائص لكن الأهم هو تصحيحها والتركيز على المستقبل»، وأضاف: «لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، أنا وزير وأخطأ لكن أعمل على تصحيح أخطائي، لا يمكن أن نكون على استعداد 100%، وسنعمل بالتنسيق مع كل المسؤولين على الرياضة تحسبا للاستحقاقات المقبلة»، وعن التصريحات التي أدلى بها مخلوفي في حق المسؤولين على الرياضة قال ولد علي: «لا يمكنني الإجابة في مكان مخلوفي، لكن ما يهمنا هو الميداليتين اللتين توج بهما، وهذا شرف كبير للجزائر».