وجاء في التسجيل الصوتي أن قادة تنظيم الجماعة المقاتلة الليبية أعلنوا التحاقهم بقيادة تنظيم "القاعدة" وكان أبو الليث الليبي وهو قيادي بارز في هذه الجماعة و يقدم على أنه أمير "القاعدة" في ليبيا قد صرح في تسجيل صوتي مرفوق بتسجيل الظواهري "أننا أعلنا ولاءنا لأسامة بن لادن لنكون جنوده الأوفياء و نعلن إنضمامنا لتنظيم القاعدة". وجدد الظواهري في هذا التسجيل دعوته لنشطاء هذه الجماعة لضرب المصالح الفرنسية والإسبانية في المغرب العربي والمصالح الأوروبية في شمال إفرقيا بالقول " يا أمة الإسلام في المغرب، أرض المقاومة والجهاد ، هاهم أبناؤك يتوحدون تحت راية الإسلام و الجهاد ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية ، فرنسا و إسبانيا" . ويعد هذا التهديد الثاني الذي تطلقه "القاعدة" ضد المصالح الغربية في المغرب العربي لكن اللافت أن الظواهري لم يعلن انضمام التنظيم الليبي لما يعرف بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تحت إمارة عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود) الذي نصب نفسه منسقا للتنظيمات المسلحة في المغرب العر بي، و إذا كان أيمن الظواهري قد تجاهل في جميع التسجيلات الصوتية التي أعقبت التفجيرات الإنتحارية في الجزائر، جميع العمليات الإرهابية التي تبناها تنظيم درودكال و أدرجها مراقبون للشأن الأمني ضمن "عدم مباركة بن لادن للعمليات الإنتحارية" إلا أن إعلانه اليوم عن انضمام الجماعة المقاتلة الليبية لتنظيم أسامة بن لادن يؤكد بحسب متتبعين ، سحب قيادة "القاعدة" الأم ثقتها من قيادة درودكال وعدم تكليفها بتفعيل النشاط المسلح في منطقة المغرب العربي، خاصة وأن المعلومات المتوفرة لدى "النهار" تفيد أن بن لادن توقف عن إيفاد مندوبين إلى الجزائر و"لم يقم بأي إتصال مع درودكال "منذ تفجيرات 11 أفريل بالعاصمة حسبما أفاد به قياديون مقربون من دروكال سلموا أنفسهم أو أوقفتهم مصالح الأمن . إلى ذلك، لم يشر الظواهري أو أبو الليث الليبي في التسجيل الصوتي إلى " تنسيق" بين الجماعة السلفية للدعوة والقتال و"الجماعة الليبية المقاتلة" لتفعيل النشاط المسلح في منطقة المغرب العربي التي يراهن عليها اليوم تنظيم "القاعدة " بعد مواجهته مشاكل في العراق وأفغانستان وأوربا بعد أحداث 11 سبتمبر بالولاياتالمتحدةالأمريكية و تفكيك أغلب قواعده الخلفية و شبكات الدعم والإسناد. إلى ذلك ، تكشف هذه التطورات أن تنظيم أسامة بن لادن الذي لم يبارك التفجيرات الإنتحارية في الجزائر، يكون قد فصل من خلال انضمام الجماعة اللبيبة إلى قيادته في مستقبل قيادة درودكال التي لن تكون لها صلاحية تأطير العمل المسلح في الجزائر بعد أن أثبثت طيلة سنة من إعلان إنضمامها إلى "القاعدة" أنها ظلت تنظيما محليا ولم تنجح في تحقيق هدف التحول إلى تنظيم إقليمي كما كانت تخطط له القاعدة من خلال مباركة إنضمامها إليها . و يرى مراقبون أن التفجيرات الإنتحارية التي عجزت قيادة درودكال عن تبريرها بسند قانوني تكون من أهم دوافع عزل قيادة بن لادن غير المعلنة له و البحث عن بديل في الجماعة الليبية المقاتلة الفتية التي تم الإعلان رسميا عن تأسيسها عام 1995 و حددت أهدافها في قلب النظام الليبي تحت قيادة معمر القذافي و يتواجد أغلب عناصرها في السجن بعد توقيفهم و تيعد المقاتلون الأفغان من أهم نواة التنظيم الليبي و تفيد مراجع إعلامية أن إنضمامه إلى "القاعدة" كان بتوصية من قادة الجماعة في أفغانستان الذين إنضموا إلى أسامة بن لادن. و كان العديد من المقاتلين الليبيين قد إلتحقوا في الأشهر الأخيرة بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و تم القضاء على العشرات منهم بإعتراف قيادة درودكال و يكون هؤلاء بحسب مراقبين للتنظيم قد نقلوا الوضع الداخلي للتنظيم لقيادة الجماعة الليبية المقاتلة التي تضم عددا محدودا من المقاتلين لكن تراهن عليها "القاعدة" لتجسد أهدافها التي يبدو ميدانيا أن درودكال لم يعجز فقط عن تنفيذها بل انحرف عنها مما ترتب عنه تململ داخلي و محاولة الانقلاب عنه و الأخطر سحب الثقة منه من طرف بن لادن.