القيادي السابق في المقاتلة نعمان بن عثمان للشروق: "ابو الليث الليبي رجل ميداني قضى 20 سنة في أفغانستان ويعرف الجزائريين جيدا" أعلن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الانضمام الرسمي للجماعة الليبية المقاتلة إلى التنظيم، مشيرا إلى أن مسئول الفرع الليبي الجديد للقاعدة هو المدعو أبو الليث الليبي الذي وصفه قبل أيام قيادي سابق في التنظيم الليبي في تصريح خاص للشروق بالرابط الأساسي ما بين قاعدة الجزائر وبن لادن والظواهري .. ودعا الظواهري إلى ما أسماه الإطاحة بالأنظمة المغاربية لكل من الجزائر، المغرب ، تونس وليبيا و "تطهيرها" من زعماء الدول الأربعة الذين ذكرهم بأسمائهم . وجاء تصريح الظواهري في تسجيل ظهر على الانترنت على موقع السحاب الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة أمس السبت ليؤكد ما نقلته الشروق الأسبوع الماضي عن القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة، نعمان بن عثمان، حول "احتمال انضمام وشيك للجماعة الليبية المقاتلة إلى تنظيم القاعدة" . وظهر الى جانب الظواهري في نفس التسجيل المدعو أبو الليث الليبي مشيرا إلى أنه زعيم الجناح الليبي لتنظيم القاعدة، وتناول ابو الليث الكلمة في ما يقرب من نصف المدة التي استغرقها التسجيل، وابو الليث هو الذي وصفه بن عثمان في ما نقلته عنه الشروق الأسبوع الماضي بالرابط الأساسي ما بين قاعدة الجزائر وبن لادن والظواهري، وهو ما أعاد بن عثمان تأكيده في حديث جديد الى الشروق أمس، وقال عن سؤال بخصوص الأثر الميداني المتوقع لهذا الانضمام على الساحة المغاربية "أبو الليث الليبي هو رجل عسكري ميداني قضى 20 سنة في أفغانستان وربط علاقات وثيقة مع الأفغان الجزائريين" وكان واضحا من كلام الظواهري والليبي المكنى أبو الليث أن الجماعة الليبية المقاتلة انضمت رأسا إلى التنظيم الدولي لبن لادن لتحمل اسمه على مستوى الفرع الليبي، ولم يكن الانضمام إلى "القاعدة في المغرب الإسلامي"، الاسم الجديد للجماعة السلفية، حتى وإن حرص ابو الليث الليبي على مدح عناصرها قائلا "كان لهم السبق والشرف في الانضمام" . و يطرح ذلك أكثر من تساؤل، و قد يفهم منه أن قادة المقاتلة الليبية الذين قضوا ما يقرب من عقدين من الزمن في أفغانستان وشهدوا عن قرب تأسيس القاعدة وتحالفها مع إمارة طالبان، يرون أنفسهم اكبر من الدخول تحت معطف جماعة جزائرية، خاصة بعد العقدة النفسية التي سببتها لهم الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" عندما قامت منتصف التسعينيات بتصفية 15 من مبعوثي المقاتلة الليبية إلى الجبال الجزائرية، و ربما يفهم أيضا أن القاعدة تحت ضغط الليبيين، فصلت هيكليا ما بين الساحة الليبية والفضاء الجغرافي المغاربي المحسوب إقليميا على تنظيم أبو مصعب عبد الودود، برغم ان الظواهري أدرجها ضمنيا في بيانه الجديد ضمن نفس الاقليم، ويرجح بن عثمان، 40 سنة، وهو عضو مجلس الشورى ومسؤول اللجنة الإعلامية سابقا في الجماعة الليبية المقاتلة، أن "يعمل ليبيو القاعدة الجدد تحت إشراف قاعدة المغرب الاسلامي" .. ومهما يكن الأمر يعتقد أن هذه الخطوة الجديدة ستضفي تزكية وتفعيل أكبر للتنسيق الجاري ميدانيا ما بين قيادتي الجماعتين الليبية والجزائرية، وجدد بن عثمان في حديثه الجديد للشروق أمس تأكيد على الدور المحوري الذي يلعبه ابو الليث الليبي في هذا التنسيق، و يعتقد بن عثمان ان "ابو الليث ممن يدعمون بقوة مشروع استغلال الجبال الجزائرية لاستقطاب وتدريب شباب ليبيين" وتأسست الجماعة الليبية المقاتلة في نهاية الثمانينات على يد الليبيين الذين شاركوا في حرب أفغانستان، وهي الى جانب الجماعة الاسلامية المسلحة "الجيا"أحد التنظيمين الوحيدين الذين نجح المغاربة الأفغان في تأسيسها بعد خروج الروس من كابول، وضمت المقاتلة في اوج قوتها نحو 1000 عنصر، ودخلت مطلع التسعينيات في مواجهات دامية مع السلطات الليبية، أدت الى مقتل أو اعتقال الغالبية العظمى منهم من طرف أجهزة الأمن الليبية، ومن بين المعتقلين في السجون الليبية أهم رؤوسها القيادية الأولى ، ومنهم أميرها عبد الله الصادق ونائبه والمسؤول الشرعي . وبدأت معلومات تتواتر منذ حوالي سنتين عن وجود أعداد متزايدة من الليبيين، ضمن جنسيات أجنبية اخرى، في صفوف تنظيم القاعدة في الجزائر، و في منتصف شهر ماي الماضي أعلن الأمن الجزائري عن اعتقال ثلاثة شبان ليبيين كانوا ينوون الانضمام الى الجماعة السلفية في بومرداس ، و في نهاية شهر أوت أعلنت الجماعة السلفية عبر موقعها على الانترنت عن مقتل أربعة ليبيين من عناصرها في مواجهات مسلحة مع الجيش الجزائري، بجبال تبسة. وتخلل الحدثين العديد من التقارير الصحفية الأخرى تذهب في نفس الاتجاه. عبد النور بوخمخم