وزارة الشؤون الدينية تتلاعب بمشاعر الجزائريين خرجت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن المألوف، بإعلانها عن أول أيام شهر المحرم قبل 5 أيام من دخوله، ضاربة بقاعدة تحري الهلال عرض الحائط، متناسية بأن هذا الشهر لا يقل أهمية عن شهر رمضان لأن فيه يوم عاشوراء، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لصيام هذا اليوم ورغّب في ذلك، وقد اكتفت لجنة الأهلة باعتماد الحساب الفلكي من دون تحري الهلال.وقد أعلنت وزارة الشؤون الدينية في بيان لها، خلال الأسبوع الماضي، أن أول محرم 1438 سيكون يوم غد في كامل ربوع الوطن، كما أكدت أن يوم عاشوراء سيكون الأربعاء 10 محرم 1438 هجرية الموافق ل12 أكتوبر 2016، حيث ضربت عرض الحائط جميع الإجراءات التي ينبغي اعتمادها لتحري الأشهر القمرية، كما هو معروف عادة خلال شهر رمضان والعيد، إذ أنه يتم ترقب الهلال ليلة الشك، وبعدها يتم الإعلان رسميا عن رؤية الهلال من عدمه، والتي يتم بناء عليها بداية الحساب في الأشهر القمرية.ويمكن من خلال هذه الخطوة التي اعتمدتها الوزارة أن تلزم الجزائريين بذلك على صيام يوم عاشوراء في يوم 11 محرم أو في اليوم التاسع، ليكون بذلك من صام عاشوراء وحده قد أخطأ هذا اليوم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم إن صيامه يكفر السنة الماضية من الذنوب والخطايا.وفي الوقت الذي انتظرت كل الدول العربية والإسلامية رؤية الهلال إلى غاية يوم أمس، سارعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى الإعلان رسميا عن ذلك باعتمادها على الحسابات الفلكية، حيث اعتمدت مباشرة على أن الشهر الهجري ذي الحجة اكتمل ب30 يوما، وبالتالي سيكون أول محرم يوم غد الإثنين، متناسية إمكانية رؤية الهلال قبل ذلك في حال كان شهر محرم فيه 29 يوما فقط.ويكشف صدور البيان قبل موعده، أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لا تعتمد على رؤية الهلال في الأشهر القمرية إلا أيام شهر رمضان وشوال، والذي يتعود فيه جميع الجزائريين انتظار ليلة الشك للإعلان عن بداية دخولهما، كما تناست الوزارة أنه في هذا الشهر يكون يوم عاشوراء الذي يصومه الجزائريون وكل الأمة الإسلامية اقتداء بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وقد يصومون بسبب اعتمادات الحسابات الفلكية في غير يوم عاشوراء الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى صيامه وصوم يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود. الخبير في علم الفلك والجيوفزياء لوط بوناطيرو للنهار: إعلان أول محرم قبل 5 أيام أمر خطير.. وهو استخفاف بالجزائريين استغرب الخبير في علم الفلك والجيوفزياء، لوط بوناطيرو، الإعلان المبكر لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن أول أيام محرم وبداية السنة الهجرية قبل رؤية الهلال، مضيفا أن هذا الأمر يعد استخفافا بعقول الجزائريين الذين يعتبرون هذه الشهور القمرية مقدسة عندهم كونها تشتمل على شهر رمضان والأعياد وحتى الركن الخامس في الإسلام الحج الأعظم.واعتبر الدكتور بوناطيرو، في اتصال مع النهار، أن الإعلان المبكر عن تاريخ بداية السنة الهجرية قبل ليلة الشك المعروفة بليلة ترقب الهلال على خلاف جميع الدول الإسلامية، يعد أمرا خطيرا جدا، ولابد من إصدار توضيح من قبل الوزارة تعتذر فيه لجميع الجزائريين أو تعلن عن الجهة التي استندت إليها للإعلان عن ذلك قبل خمسة أيام، كما تساءل بوناطيرو عن فائدة تحري الهلال في رمضان والأعياد إذا كان أول أيام السنة الهجرية يتم الإعلان عنه من دون رؤية الهلال بالاعتماد على الحساب الفلكي.وأكد بوناطيرو أنه علميا تم الاقتران على الساعة الواحدة من صباح أمس، مما يعني أن رؤية الهلال ستكون مباشرة بعد صلاة المغرب، وسيرى بالعين المجردة بشكل عادي، مضيفا أنه يستحيل رؤية الهلال قبل 5 أيام كما أعلنت عنه الوزارة. الشيخ علي عية إمام المسجد الكبير بالعاصمة: لا يجوز القطع في الأشهر القمرية بالحساب فقط ويجب تحري الرؤية» قال الشيخ علي عية إمام المسجد الكبير بالعاصمة إن بداية حساب الأشهر القمرية لا تثبت إلا بعد رؤية الهلال، ولا يجوز القطع فيها بالحساب فقط، مضيفا أنه كان على الوزارة تحري رؤية الهلال كما تجري العادة في شهر رمضان وشوال.وتساءل الشيخ في اتصال مع النهار عن دور لجنة الأهلة بالوزارة التي كان من الأحرى أن تترقب الهلال ويتم الإعلان الرسمي عن ذلك بعد رؤية الهلال، في نهاية الأشهر القمرية، وليس بالاعتماد على الحساب الفلكي، متسائلا إن كانت اللجنة تعمل في شهر رمضان فقط. رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله للنهار لا حرج في الإعلان عن بداية شهر محرم قبل رؤية الهلال من جهته، قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبو عبد الله غلام الله في اتصال مع النهار إن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف اعتمدت على الأشهر القمرية، وبناء على ذلك أعلنت عن أول أيام محرم قبل رؤية الهلال.وأكد الوزير السابق للشؤون الدينية أن القطاع يحوز على رزنامة خاصة بحساب الأشهر القمرية ويتم الاعتماد عليها، وبالتالي فإنه لا حرج في الإعلان الرسمي عن ذلك قبل رؤية الهلال.