المعروف أن الحدود المغربية الجزائرية مغلقة بقرار رسمي منذ سنة 1994 غير أن الاستثناء تصنعه مقبرة روبان الواقعة على بعد 500 متر داخل التراب المغربي، والتي تفتح أبوابها أسبوعيا للعديد من الجزائريين الذين يزورون موتاهم بالمقبرة التي كانت تابعة للتراب الجزائري إلى وقت غير بعيد. في الوقت الذي تؤكد فيه السلطات الجزائرية والمغربية أن الحدود ما بين البلدين مغلقة منذ 1994 تفرض مقبرة سيدي بوبناد الكائنة بالإقليم المغربي المواجه لقرية روبان الحدودية فتح الحدود أسبوعيا أمام زوارها من أجل الوقوف على قبور أقاربهم من الأموات. ''النهار'' اخترقت المحظور وحلت بالمنطقة بعد لقاء مع الحاج محمد معلاوي الذي رافقناه إلى المقبرة وتوغلنا مسافة 500 متر داخل التراب المغربي.مرافقنا لديه أبناؤه ووالداه دفنوا في هذه المقبرة. ووجدنا العديد من سكان قرية روبان هم أيضا اخترقوا الحدود لزيارة أقاربهم المتوفين. وكشف لنا الحاج محمد معلاوي أن هذه المقبرة كانت تابعة للتراب الجزائري إلى وقت غير بعيد، لكن السلطات المغربية سنة 1975 ضمتها إلى أراضيها آنذاك، مشيرا إلى أنه في ظل الأزمة الجزائرية المغربية في ذلك الوقت قامت المملكة بإلحاق عشرات الهكتارات من الأراضي إليها رغم أن العائلات الجزائرية التي قطنتها كانت تحوز عقود الملكية. ويقول محدثنا إن سكان قرية روبان الحدودية لا يعرفون شيئا اسمه غلق الحدود.. فهم يزورون موتاهم متى شاؤوا دون أي مشكل، كما أنهم يتبادلون الزيارات مع المغاربة في الأعياد والولائم دون أية قيود. ويلاحظ الزائر إلى ذات المنطقة أن العديد من الشباب الجزائريين والمغاربة خلقوا منطقة للتبادل الحر للسلع والمنتوجات دون خوف من حرس الحدود.. فتجد المغاربة يتسوقون إلى الزوية لبيع الهواتف النقالة والجلابة المغربية، فيما يتسوق سكان قرية روبان إلى وجدة أسبوعيا. وبهذا تبقى منطقة روبان نقطة اتصال بين أحياء الجزائر وأمواتهم بالمغرب بلا قيود.