الخبرة العلمية أكدت تطابق خطها مع الكتابات الحائطية في سابقة خطيرة من نوعها، استعانت مشعوذة تبلغ من العمر 58 سنة، تنحدر من ولاية الشلف، بالجان لتدنيس مسجد الموحدين بالأبيار في العاصمة، والإساءة للذات الإلهية والرسول والملائكة عن طريق كتابات ورسومات حائطية مخلة بالحياء في كل من بيت الوضوء المخصص للرجال والمدرسة القرآنية، ناهيك عن تمزيقها لعدد من المصاحف ورميها أرضا قبيل صلاة الفجر وتفر محاولة النفاذ بفعلتها بعد عودتها لحالتها الطبيعية وإدراكها خطورة ما اقترفته، إلا أن مصالح الأمن تمكنت من كشفها بعد تطابق خط يدها مع الكتابات المتواجدة هناك. التحريات في ملف قضية الحال، انطلقت خلال شهر سبتمبر، حينما صدمت معلمة بالمدرسة القرآنية على مستوى مسجد الموحدين بالأبيار من فضاعة المنظر الذي صادفته خلال دخولها لإلقاء درسها للأطفال، خاصة وأن الباب كانت محطمة والمصاحف ممزقة ومبعثرة على الأرضية وإلى جانبها حوالي 15 قارورة ماء فارغة يرجح أنها استعملت في الشعوذة، لكن الأخطر من ذلك، هو العبارات المشينة والرسومات المخلة بالحياء التي كانت مسيئة لله عز وجل والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وكذا الملائكة، وبعد سماع تصريحات المؤذن وعامل النظافة، حامت شكوكهم حول إحدى المتشردات التي كانت ترقد قرب المسجد بسبب تصرفاتها الغريبة، حيث أكد المؤذن أنه ضبطها في عدة مرات تتسلل للمسجد قبيل صلاة الفجر، حيث أنها في إحدى المرات دخلت بيت الوضوء الخاص بالرجال ثم تحججت برغبتها في الاستحمام ضاربة بتعاليم الشريعة الإسلامية عرض الحائط من خلال محاولتها الاختلاط داخل بيت الله، وأضاف أنها في المرة الأخيرة وبينما كانوا يؤدون صلاة الفجر قامت بالتشويش عليهم بعدما قامت بفتح الباب بقوة ومن ثم رمت الزرابي خارجا وأخذت تصرخ بأعلى صوتها وهي تكتب آيات قرآنية بكراسها، وهو ما أكده الشاهد الثاني، إلا أنهم في المرة الأخيرة لم يتفطنوا للفاعل رغم تأكيدهم أنه من الاستحالة أن تنفذ الجريمة بمفردها، واستغلالا للمعلومات المقدمة، تم استدعاء المشتبه فيها وإجبارها على كتابة نفس العبارات المشينة المدونة بلوح السبورة بالمدرسة القرآنية، والتي تطابقت بعد إجراء الخبرة العلمية بمخبر شاطوناف، ليتم توقيفها، فيما تم حجز بحوزتها الكراس الذي كانت فيه بعض الكتابات الغريبة، ليتم تحويلها على مستوى محكمة بئر مراد رايس في العاصمة بتاريخ 25 سبتمبر 2016، أين صدر في حقها أمر بالإيداع رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية بالحراش. المتهمة وخلال محاكمتها بموجب إجراءات المثول الفوري عن تهمة تدنيس مكان للعبادة، أنكرت الجرم المنسوب إليها وأكدت أنها قدمت من ولاية الشلف إلى الجزائر منذ 10 سنوات ولديها 6 أبناء، حيث كانت تقيم قرب المسجد محل تدنيس وتقوم بتنظيفه عندما تفتح أبوابه لأداء صلاة الفجر، بغية الحصول على الزكاة من المحسنين، وردا عن سؤال القاضي في خصوص ما إذا كانت مصابة بمس أو تقوم بأفعالها من دون إرادتها بتسخير من الجن، أكدت أنها سليمة ولا علاقة لها بالشعوذة، وهي إنسانة تقية وتخشى الله، رغم أن الأدلة العلمية أثبتت أنها الفاعلة، وهو ما جعل الجميع يشك في أمرها، خاصة وأنها سليمة الأهلية العقلية، مما يؤكد فرضية أنها تستعين بالجان للقيام بأعمال دنيئة، وهو ما جعل وكيل الجمهورية ينصحها بالرقية، خاصة وأنها أكدت توجهها لولاية تمنراست لأسباب رفضت الإفصاح عنها، وفيما طالب دفاع الطرف المدني إلزامها بدفع تعويض للمسجد بقيمة 1 مليون دج، التمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة عام حبسا نافذا وغرامة بقيمة 20 ألف دج، وبعد المداولات القانونية، سلطت عليها المحكمة عقوبة عامين حبسا نافذا وغرامة بقيمة 50 ألف دج مع إلزامها بدفع تعويض للضحية بقيمة 10 مليون سنتيم.