شهدت، صباح أمس، قرية «طاقة» في بلدية سريانة البعيدة بنحو 45 كلم عن عاصمة الولاية باتنة، حادثة اختناق بالغاز راحت ضحيتها عائلة كاملة، ويتعلق الأمر بالأم «مسعودة منزر» البالغة من العمر 34 سنة، وأبنائها الخمس الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و6 سنوات، من بينهما توأم في شهرهما الثاني، ومن أجل الوقوف ميدانيا على هذه الحادثة المأساوية والأكبر من نوعها في ولاية باتنة، منذ سنوات، تنقلت «النهار» زوال أمس، إلى قرية «طاقة» الهادئة التي تقع على جانب الطريق الوطني رقم 78 الرابط بين ولايتي باتنة وسطيف، وفي تمام الثانية بعد الزوال، دخلنا الغرفة التي هلك فيها الضحايا، فوجدنا رائحة الغاز مازالت تملأ أرجاء تلك الغرفة، وبحرقة كبيرة يغلب عليها الصبر على قضاء الله وقدره، راح الجد «موسى منزر» يروي لنا تفاصيل الكارثة التي اكتشفها عند حوالي الثامنة صباحا عندما حاول دفع باب الغرفة لتفقد أحفاده، فتفاجأ بابنته «مسعودة» على الأرض بالقرب من الباب، حيث يبدو أنها كانت تحاول الوصول إلى الباب لفتحه وطلب النجدة، لكن كمية الغاز المستنشقة منعتها من ذلك، أمّا الأطفال الخمس فكل واحد منهم في فراشه وكأنهم نيام، فأدرك الجد حينها أنّ الغاز أو كما أصبح يعرف باسم «المرعوبة» قد فعل فعلته، خاصة وأن رائحته كانت تنبعث بقوة من موقد الطهي «طابونة» التي كانت منصوبة وسط الغرفة لتدفئة الجو، أما خال الأطفال الخمس المسمى «رشيد» الذي استضاف شقيقته الضحية «مسعودة» الليلة قبل الماضية بعد أن طالت مدة مكوثها في بيت زوجها في بلدية أولاد سلام، فقد أكد أن شقيقته استيقظت من النوم عند حوالي السادسة صباحا، حيث صلّت صلاة الفجر وأعدت الحليب لأبنائها الرضع، لتخلد إلى النوم من جديد، في وقت غادر هو المنزل قاصدا عمله، لكنه لم يكن يعلم أن شقيقته قد خلدت إلى نوم أبدي رفقة أبنائها الخمس الذين غادروا الدنيا من دون تناول مزيج من الخبز والحليب، وجدناه في إناء بلاستيكي أزرق بجانب علبة حليب البودرة المخصص للرضيعين التوأمين، وفي زاوية من تلك الغرفة فنجان بداخله زيت الزيتون يبدو أن الأم كانت تدهن به أبنائها، ووسط الغرفة آلة الطهي موصولة بقارورة غاز البوتان التي تسببت في الكارثة التي جاءت أياما فقط بعد انطلاق الحملة التحسيسية التي تشرف عليها مصالح الحماية المدنية، حسب تصريح المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية لولاية باتنة، السيد زهير نكاع، الذي وجدناه في قرية «طاقة» يعاين مكان الواقعة، حيث أكد أن سبب ما حصل هو تسرب غاز أول أكسيد الكربون. للإشارة، فإن الضحايا الست تم تحويلهم إلى المستشفى الجامعي بباتنة قصد التشريح الطبي، أما الجيران فقد تركناهم يسألون الله أن يصبّر أهل الضحايا، خاصة منهم الأب الذي كان يلاحق جثث أبنائهم وزجته من مكان إلى آخر، كيف لا وهو الذي فقد زوجته وجميع أبنائه في رمشة عين . قائمة الضحايا الأم : منزر مسعودة 34 سنة الأبناء: بجة عبدو: 6 سنوات بجة نصر الدين: 3 سنوات بجة نسيم: سنتان
توأمان: بجة صوريا، بجة زكريا يبلغان من العمر شهران تقريبا.