شيعت مساء أول أمس، جنازة سيدة في بداية الأربعينيات من العمر، وأم لطفلين، إلى مثواها الأخير في بلدية فوكة، بعد أن سلمت روحها لبارئها في غرفة العمليات بمستشفى الحكيم يحيى فارس، وقبل هذا كانت المرحومة قد فقدت جنينها من جنس أنثى داخل أحشائها، في الوقت الذي فتح فيه مدير الصحة لولاية تيبازة الدكتور، جسيم عمراني، تحقيقا معمقا في القضية. عاشت بلدية فوكة في 48 ساعة الماضية، حالة من الصدمة بعد انتشار خبر وفاة سيدة تقطن بحي «الكومينال» الشعبي أثناء وضع مولودها الثالث، وانتشرت معه إشاعات عن إهمال وتقصير من طرف مصالح مستشفى الحكيم يحيى فارس بالقليعة وتضاربت الروايات، الأمر الذي جعل «النهار» تحقق في القضية من خلال الاستماع إلى كل الأطراف الفاعلة في القضية. المرحومة تطهرت وأدت صلاتها وطلبت من زوجها نقلها لوضع مولودها يعود بنا «سي محمد» زوج المروحومة «خديجة» إلى، صبيحة يوم الجمعة، عندما قامت زوجته بكل الأشغال المنزلية بصفة عادية مثلما هي متعودة على ذلك، إضافة إلى قيامها بأداء صلاتها لتطلب منه بعد ذلك نقلها إلى المستشفى لوضع مولودها الثالث، الأمر الذي جعله يسارع للحصول على سيارة «كلونديستان»، وفي الطريق يؤكد «سي محمد» أن الأمور كانت جد عادية، وأنه كان يلتفت إلى الوراء من حين لآخر ليسأل زوجته عن حالها، أين كانت تجيب أنها في صحة جيدة وأن الأمور عادية جدا. الطبيبة تبلغ السيدة أن جنينها متوفي في أحشائها يقول «سي محمد» إن زوجته كانت في حالة جيدة عند دخولها إلى الطبيبة المتخصصة في أمراض التوليد، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تم إبلاغها أن الجنين قد توفي داخل أحشائها وأن الأمر يتطلب إجراء عملية قيصرية من أجل نزع الجنين المتوفي داخل أحشائها، ليضيف «سي محمد»: «زوجتي أبلغتني بما قالته الطبيبة وهي في حالة نفسية جيدة لأنها مؤمنة بقضاء الله وقدره»، في الوقت الذي كان فيه «سي محمد» يقوم بتحضير الملف الخاص بالعملية القيصرية. وقد أخفى الأطباء الذين أجروا العملية القيصرية للسيدة خديجة خبر وفاتها خوفا من ردة فعل العائلة التي كان عدد كبير من أفرادها داخل المستشفى، وهو الأمر الذي جعل إدارة المستشفى تقوم بتدعيم مصلحة الولادة بأعوان الأمن تخوفا من حالة هيجان قد تصيب أفراد العائلة. «سي محمد» مخاطبا الفريق الطبي الذي أجرى العملية لزوجته: «حسبي الله ونعم الوكيل» بعد أن جمع الفريق الطبي قواه وقرر إبلاغ العائلة بوفاة السيدة «خديجة»، فاجأهم زوجها «سي محمد» الذي رد على الطبيبة التي أبلغته أن الفريق بذل مجهودات جبارة في إنقاذ زوجته، غير أنها فارقت الحياة وأنهم قاموا بكل ما يلزم من دون تقصير أو إهمال بالقول: «حسبي الله ونعم الوكيل»، إن قمتم بعملكم عن اكمل وجه وتوفيت فجزاكم الله خيرا وإن قصرتم وظلمتم فإن الله حسبكم ووكيلكم. مديرية الصحة تفتح تحقيقا معمقا في القضية بالرغم من عدم تقديم زوج المروحة وعائلتها لأي شكوى ضد مستشفى القليعة، إلا أن مدير الصحة الدكتور، جسيم عمراني، فتح تحقيقا معمقا في القضية، حيث تنقل مباشرة إثر وصول المعلومات التي تتحدث عن وفاة السيدة، إلى مستشفى الحكيم يحيى فارس بالقليعة للإشراف بنفسه على لجنة التحقيق والوقوف على حيثيات الوفاة، وفي اتصال ب«النهار»، أكد ذات المسؤول عن فتح تحقيق في القضية التي قال إنها لن تمر مرور الكرام.