فتحت محكمة جنايات العاصمة، نهاية الأسبوع الفارط، الملف القضائي المتعلق بجناية الحيازة والمتاجرة في المخدرات من طرف جماعة إجرامية منظمة، وجنحة الحيازة قصد المتاجرة في المشروبات الكحولية من دون رخصة، المتابع فيه 17 متهما من بينهم أخطر بارونات للمتاجرة بالمخدرات من الوسط والغرب الجزائري، إلى جانب فتاتين إحداهما شقيقة متهم متابع في قضية الحال. وحسب ملف الحال الذي تحوز «النهار» على نسخة منه، فإن مصالح فرقة البحث والتحري بأمن ولاية عين الدفلى، أشرفت على العملية الأمنية التي جرى التحقيق بشأنها مدَة 20 شهرا كُللت بتفكيك منظمة إجرامية خطيرة متخصصة في تهريب كميات كبيرة من «الكيف المغربي» الذَي كشف عن مخطط إدخال المخدرات من المغرب إلى الجزائر الذي اعتمده بارونات المخدرات ونجحوا في الإفلات من مصالح الأمن لأكثر من 10 سنوات. وهذا استنادا إلى تصريحات بارون المخدرات «ب.عبد القادر» المكنى «دقة التموشنتي» الذي ينحدر من الغرب الجزائري، الأخير الذي تبيَن أن له عدَة علاقات مع بارونات المخدرات داخل الوطن وخارجه. وحسب المخطط الذي تمَ اتباعه بحذافيره منذ سنوات، كشف أنَ إدخال المخدرات من المغرب إلى الجزائر تتم كل 20 يوما بعدما يشرف شخصيا أو أحد رجاله الأوفياء على الاتصال هاتفيا بالمسمى «م.الناقوس» البالغ من العمر65 سنة مغربي الجنسية، من أجل تحديد الموعد والكمية باعتبار أن الأخير له علاقة مصاهرة مع أحد المغاربة من مدينة كتامة المغربية الذي يعتبر من أكبر مزارعي نباتات المخدرات من النوع الرفيع ومن مموني التجار المغاربة والمهربين الجزائريين بولاية تلمسان عبر الشريط الحدودي البري على مستوى منطقة الزوية، حيث يتسلل عبر الوادي الكبير إلى مدينة وجدة المغربية بطريقة غير شرعية، ويقيم هناك عند المسمى «الناقوس»، أين يستعمل اتصالاته الهاتفية، وبعد أن يتم تزويده بكمية المخدرات المطلوبة التي تصل إلى 30 كغ ويتم تخليصها ب«الأورو» يقوم بشحنها بمساعدة مغاربة عن طريق حقائب ظهرية، والتوجه بها عبر الحدود الجزائرية سيرا على الأقدام ليلا، والاستراحة نهارا بالأحواش المهجورة، وبين الأشجار، متخذين المسالك الجبلية والوديان والطرق الاجتنابية إلى غاية الوصول إلى عين تموشنت، أين يتم تسليمها للمدعو «لعرج» لأجل إخفائها. وكشف بارون المخدرات «دقة التموشنتي» أنَه يتعامل مع أشخاص داخل الوطن بمدينة سيدي لخضر في عين الدفلى مع المتهم «ب.ك.ت»، مضيفا أن له تعاملات مع بارون آخر من عين تموشنت، وبالتنقل إلى مسكن الأخير تم التوجه إلى بستان، فشاهدوا مجموعة من الأشخاص فارين إلى غرفة أحادية داخل البستان، أين تم توقيفهم وحجز كمية من المشروبات الكحولية تقدر ب302 وحدة من الجعة ومن النبيذ الأحمر وأسلحة بيضاء، كما أسفرت على العثور على كمية من المخدرات، وبالاستماع إلى بارون المخدرات الثاني «ن.ج»، كشف أنه يتزود بالمخدرات من دولة المغرب مباشرة عن طريق شخصين من جنسية مغربية، واللذين يقومان بنقل المخدرات عبر سيارة بترقيم وجدة المغربية، ويتم تزويده بطلبية 50 كغ كل شهر، والتي يتم توزيعها على باقي تجار المخدرات من مختلف المناطق.