مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة يواجهون كارثة انسانية وشيكة بعد حصار متواصل من طرف قوات الاحتلال على كل الحدود المؤدية الى القطاع، في وقت طالبت حركة حماس خلال تظاهرة قرب معبر رفح الجامعة العربية باتخاذ قرار "يلزم" مصر فتح هذا المعبر الحدودي بين لفك الحصار المفروض على شعبها. قصف ثم حصار فتصفية لقادة حماس، هذه هي السياسة التي تتبعها اسرائيل ضد شعب الفلسطيني في القطاع اذ باتت غزة على أبواب كارثة إنسانية، بعد ان توقفت محطة التوليد الكهربائية الوحيدة بسبب نفاذ الوقود، وانعدام المؤن الغذائية والادوية وغيرها من المستلزمات المعيشية، رغم التحذيرات الدولية من حدوث كارثة انسانية وشيكة في القطاع، اعلن الاحتلال الاسرائيلي امس انه سيبقي على الإغلاق الشامل المفروض على القطاع، مستبعدا وجود ازمة سياسية في القطاع زاعما انه سيتحرك للحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية في حالة ان وجدت. رسالة استغاثة وجهتها حماس الى قادة الدول العالم الاسلامي وبالاخص العربي محملة إياه مسؤولية المجازر المرتكبة بحق الشعب حيث اطلقت صفارات الانذار مؤكدة أن أبناء غزة على وشك الانفجار وأن هذا الأمر إذا حدث "لن يبقي حدودًا ولا سدودًا"، مشيرة إلى أن شعب غزة "لن يقبل بالموت ولن يرفع الراية البيضاء". ووصف المركز الفلسطيني للاعلام ان ما يحدث في غزة هو قتل بطيء ليس لشخص وانما لشعب باكمله، مضيفا ان حكم الاعدام الذي اصدره الاحتلال على قطاع غزة ادى الى استنفاذ الدواء والطعام والكهرباء، كما الناطق الرسمي باسم المركز استمرار صمت المجتمع الدولي، قائلا "إن استمرار المجتمع الدولي في صمته جريمة لا تقل عن جرائم الاحتلال، لأن المطلوب موقف دولي يوقف جرائم الاحتلال"، مطالبا الامتين العربية والاسلامية للاستنهاض من خلال مسيرات وفعاليات شعبية عارمة للضغط على الحكومات العربية لاخذ دورها في كسر الحصار. من جهتها، حذّرت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار من وفاة المئات من المرضى الفلسطينيين، لا سيما الذين يعانون من داء الكلى والأطفال، خلال الساعات القادمة وذلك بعد انقطاع الكهرباء عن قطاع غزة بفعل الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة.وأشارت اللجنة إلى أن هناك ما يقارب 450 مرضى الكلى الآن مهددون بالوفاة وهناك عشرات الأطفال في الحاضنات مهددون بالموت المباشر، محذّرة في الوقت ذاته من أن الآبار ومحطات معالجة المياه ومضخات المياه على وشك أن تتوقف، كما أنه على وشك أن تتوقف المستشفيات. وطالبت بفتح معبر رفح وبشكل فوري وعاجل لإدخال الأدوية والاحتياجات الإنسانية الضرورية لإغاثة المواطنين في قطاع غزة، لا سيما وأن المخابز الآن شبه توقفت عن العمل بشكل كامل. مظاهرات في دول العربية تظاهر الآلاف في عدة دول عربية للتنديد بالحصار الإسرائيلي ومواصلة الغارات على قطاع غزة، في حين بدأت تحركات رسمية عربية في ظل انقطاع الكهرباء عنه جراء نفاد الوقود.وانطلقت التظاهرات في الأراضي الفلسطينية في رام الله وبيت لحم للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.وفي المغرب، خرج الآلاف في مدينة طنجة شمالي البلاد بدعوة من حركات إسلامية لمطالبة الأنظمة العربية بالتدخل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية.وفي العاصمة الأردنية عمان احتشد العشرات أمام مبنى الأممالمتحدة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي والحصار الاقتصادي على القطاع وطالبوا الحكومات العربية بالتدخل الفوري لوقف معاناة سكان غزة. وفي لبنان وتظاهر آلاف الفلسطينيين المقيمين في مخيمات اللاجئين للتنديد بالحصار المفروض على قطاع غزة من قبل اسرائيل، مطالبين الدول العربية بالعمل لوضع حد لهذا الوضع. وانتشر المتظاهرون من رجال ونساء واطفال، في شوارع اربعة مخيمات للفلسطينيين قرب صور وصيدا وفي مخيم البداوي للمطالبة بفك الحصار. ميدانيا، اكدت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال انسحبت صباح امس من شرق رفح جنوب القطاع بعد عملية توغل استمرت عدة ساعات اختطفت خلالها 20 مواطنا وداهمت العديد من المنازل واحتجزت سكانها وحولت منازلهم الى ثكنات عسكرية. ردود الفعل الدولية وقد وجه مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" آلان جون غينغ من غزة نداء عاجلا إلى العالم للتدخل الفوري لحل الأزمة الإنسانية بالقطاع. من جهته حذر الرئيس المصري حسني مبارك خلال اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود اولمرت من تدهور الوضع الانسانى فى قطاع غزة نتيجة الحصار المفروض عليه من اسرائيل. ويأتي الاتصال الهاتفي فى وقت تشدد فيه اسرائيل الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة ما ادى الى توقف محطة الكهرباء التى تمد القطاع بالكهرباء بعد امتناع اسرائيل عن تزويدها بالوقود ما ينذر بحدوث كارثة انسانية جراء توقف المستشفيات والمخابز والمصانع عن العمل، كما دعا الرئيس السوري نداءا الدول العربية الى التحرك السريع لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. لتوحيد الصف العربي ضد جرائم اسرائيل في القطاع اجتماع للمندوبين غدا و قمة عربية طارئة في بداية فبراير يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعا عاجلا غدا في القاهرة لبحث الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، فيما كشفت مصادر دبلوماسية عربية، السعودية ستتقدم باقتراح في هذا الاجتماع، لدارسة إمكانية عقد قمة عربية طارئة في النصف الأول من شهر فبراير المقبل في القاهرة من اجل اتخاذ موقف عربي موحد من العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.