تجري الجامعة العربية محادثات طارئة بشأن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، وما أدى إليه من انقطاع الكهرباء عن غزة، واصفة الوضع بأنه "كارثي". ويبحث مندوبو الدول الأعضاء في الجامعة، الدعوة إلى فتح معبر رفح بين غزة ومصر، الذي تصر إسرائيل على إبقائه مغلقا. وكان الرئيس المصري حسني مبارك أثار موضوع فتح معبر رفح في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود اولمرت. وقد بحث مبارك احتمال أن تقوم مصر بإعادة فتح معبر رفح الذي يربط بين قطاع غزة ومصر والذي تصر إسرائيل حاليا على بقائه مغلقا. وحثت المفوضية الأوروبية إسرائيل على إعادة إمداد غزة بالوقود وفتح المعابر الى القطاع، وقالت مفوضة الشؤون الخارجية في بيان لها ان الحصار سيزيد الوضع سوءا ولن يساعد في منع الهجمات (من القطاع على إسرائيل). وفي الوقت نفسه أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنها ستوقف نقل إمدادات الأغذية إلى حوالي 860 ألف من سكان قطاع غزة اعتبارا من يوم الأربعاء ما لم تعيد إسرائيل فتح المعابر المؤدية إلى القطاع. وأوضح ناطق باسم الوكالة أنه نتيجة "نقص مادة النيلون التي تصنع منها الأكياس البلاستيكية ونقص الوقود اللازم لتسيير السيارات وتشغيل المولدات، سنوقف يوم الأربعاء أو الخميس برنامج توزيع الأغذية على 860 ألف شخص في غزة إذا لم يتحسن الوضع". حركات المقاومة تهدد بالانتقام وكانت لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية في قطاع غزة قد هددت بفتح معبر رفح "بالقوة" إن لم تقم السلطات المصرية بفتحه فورا والمساهمة بوضع حد للحصار المفروض على القطاع. وقال أبو مجاهد، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في القطاع، إنه يتعين على مصر اتخاذ قرار بهذا الأمر "حتى لا نضطر لفتحه بالقوة، فقد استنفدنا جميع الوسائل الأخرى." وأضاف المتحدث قائلا: "لا مجال للوقوف مكتوفي الأيدي أمام مقتل نسائنا وأبنائنا." ومن جهة أخرى طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي بالتدخل من أجل اعادة تزويد قطاع غزة بالوقود بعد أن أدى الحصار الإسرائيلي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع. وكان عباس قد دعا إسرائيل أمس إلى إنهاء الحصار الذي تفرضه على غزة حسب تصريحات لمستشاره نبيل أبو ردينة. ودعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في دمشق القادة العرب إلى نسيان خلافاتهم ومساعدة غزة. وقد قضى مئات الآلاف من الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الليلة الماضية في ظلام دامس بعد أن توقفت مولدات الكهرباء بسبب توقف إمدادات الوقود من إسرائيل. ويلقى الفلسطينيون باللوم على إسرائيل بسبب منعها إمدادات الوقود من الدخول إلى قطاع غزة، بينما تحاول إسرائيل تبرير قرارها بأنه رد على إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه البلدات الإسرائيلية الجنوبية. مظاهرات عارمة تنديدا بالجريمة وقد شهدت مدينة غزة مسيرات حمل المتظاهرون فيها الشموع وطالبوا بالعمل على رفع الحصار عن القطاع. من جهة أخرى، تظاهر مئات الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين في لبنان احتجاجا على السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بما فيها إغلاق المعابر وقطع إمدادات الوقود وفرض القيود والحصار. ففي مدينة غزة، خرجت جموع المتظاهرين إلى الشوارع المظلمة يوم الأحد، وهتفوا بشعارات تندد بالوضع المفروض على القطاع. وفي لبنان، تظاهر العديد من الفلسطينيين وعبروا عن رفضهم لإغلاق المعابر وقطع إمدادات الوقود عن غزة. وهتفت حشود المتظاهرين الغاضبين بشعارات منددة بالإجراءات الإسرائيلية وطالبت الدول العربية والمجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لرفع الحصار عن غزة. وردد المتظاهرون في مخيم عين الحلوة للاجئين شعارات وهتافات، جاء فيها: "عار عليكم، فغزة تحت الحصار"، و"الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل." وقال مشهور عبد الحليم، المتحدث باسم حماس في بيروت، تعليقا على إغلاق معابر غزة: "أليس لديك ما يكفي من الجراح ياشعبنا؟ نريد موقفا مشرفا واحدا منكم يا عرب يستطيع رفع الحصار." وناشد مصر التدخل لرفع الحصار عن غزة قائلا: "أخوتنا، أخوتنا في مصر، إنكم 80 مليون، وأنتم قادرون على رفع الحصار وإعادة فتح معبر رفح." الشروق أون لاين. BBCARABIC