26متهما آخرين تحت الرقابة القضائية وبريد الجزائر تتكبد خسائر بالملايير يتواصل مسلسل نهب أموال وأرصدة الزبائن من طرف موظفين بمراكز البريد عن طريق التزوير، لكن هذه المرة مست مراكز بريد كل من منطقة عين النعجة والشراڤة ومركز محمد الخامس بالعاصمة، حيث تمكن هؤلاء المتهمين من استغلال وظائفهم بمراكز البريد من أجل تنفيذ عمليات اختلاس وصلت خلال التحقيقات الأولية إلى ثغرة مالية تكبدتها مؤسسة بريد الجزائر قاربت 9 ملايير سنتيم. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها «النهار» من مصادر قضائية مطلعة، فإن القضية الحالية تقصى فيها عميد قضاة التحقيق بمحكمة حسين داي بناء على شكوى تقدم بها في بادئ الأمر الممثل القانوني للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، وبحكم أن القضية ذات وزن ثقيل وتحمل تفاصيل معقدة، فقد تم التوصل إلى متابعة 30 متهما، منهم 4 موقوفين اثنان منهم شقيقان يعملان بمركز بريد عين النعجة والآخران أحدهما يشتغل ببريد الشراڤة والثاني بمركز بريد محمد الخامس بالعاصمة. وقد وجهت لهؤلاء تهم ثقيلة تنوعت بين التزوير واستعمال المزور وسوء استغلال الوظيفة والنصب. وحسب ما توفر من معطيات، فإن عمليات الاختلاس كانت تتم بعد كسب ثقة الزبائن من طرف الموظفين من خلال ربط علاقة صداقة معهم، أين يقوم الضحية الذي يعرف الموظف بترك صكوكه البريدية من أجل طلب كشف رصيد ويتجه إلى سبيله، حيث ينتهز المتهمون الفرصة في تحويل مبالغهم المالية على حساباتهم الخاصة وتتم العملية بتخطيط محكم عن طريق جهاز الحاسوب، ثم تتم عملية مسح المعلومات لطمس الجريمة وتزوير توقيعاتهم، ومن بين ما قام به المتهمون أيضا، هو الاستيلاء على حوالات بريدية خاصة بالمترشحين لشهادة البكالوريا، حيث تفجرت القضية الحالية -حسب ذات المصادر- وانطلقت من الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات. وبعد التحقيق الأولي تم التوصل إلى باقي المتهمين، حيث استغرق التحقيق عدة أشهر، قبل أن يتم تقديم المتهمين للمثول أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي شهر أفريل من السنة المنصرمة، وبعد التقصي في الملف وإجراء خبرة مالية تم التوصل لمتابعة المتهمين بالجرائم السالفة الذكر. وحسب ما جاء على لسان المتهمين من تصريحات خلال التحقيق الأولي، فقد تباينت بين الإنكار والنفي، خاصة أنه تم السماع لأقوالهم لأكثر من مرة بحكم أن عددهم كبير وسيحالون عما قريب على محكمة الجنح بحسين داي من أجل الفصل في ملف قضيتهم.