عندما نشرت ''النهار'' نتائج سبر الآراء الذي أجراه لحسابها عدد من المختصين والخبراء في هذا المجال، حول التوقعات بنتائج الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، وهي النتائج التي أفردنا لكافة التفاصيل المتعلقة بها من جداول بيانية وأرقام ونسب حيزا كبيرا، ثارت ثائرة لويزة حنون - زعيمة حزب العمال - ومعها عدد من المتتبعين للساحة السياسية. وجاءت التعاليق حول ما نشرته ''النهار'' على نحو يصب في خانة التشكيك في كل ما نشر وفي الأهداف والمقاصد، حيث قالت حنون أنه من غير المعقول أن تتحصل في رئاسيات 2009 على أقل من النتيجة التي تحصلت عليها في رئاسيات 2004، من حيث عدد الأصوات، مع الإشارة إلى أن السبر الذي أجرته ''النهار'' توقع بأن تحوز مرشحة حزب العمال على ما نسبته 9 بالمئة من الأصوات المعبر عنها. غير أنه بعد إعلان النتائج الرسمية، أمس، من طرف وزير الداخلية نورالدين يزيد زرهوني، وهي النتائج التي تطابقت تماما، من حيث الترتيب مع ما تضمنته نتائج سبر ''النهار''، تبين أن حنون ورغم أنها احتلت المتربة الثانية بعد بوتفليقة إلا أنها لم تتمكن من الحصول سوى على ما نسبته 4,22 من الأصوات، وهي النسبة التي تقل عن نصف ما كتبناه من توقعات بناء على نتائج السبر الذي احتجت عليه زعيمة حزب العمال، فهل ستحتج هذه الأخيرة هذه المرة أيضا على النتائج الرسمية التي أعلنها زرهوني..؟! وبالنسبة لمرشح حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، فقد كادت توقعات ''النهار'' المنشورة بناء على نتائج سبرها بخصوص نتائجه في الرئاسيات، مطابقة للواقع، وقد جاءت على الأقل قريبة من النتائج الحقيقية المعلنة أمس بشكل رسمي، فزعم الأفانا احتل المرتبة الثالثة، بنسبة 2,31 من الأصوات، مع العلم أن سبر آراء ''النهار'' توقع بأن يحوز تواتي على ما نسبته 3 بالمئة من الأصوات. أما بالنسبة لباقي المرشحين وهم محمد جهيد يونسي مرشح حركة الإصلاح الوطني، علي فوزي رباعين، مرشح حزب عهد 54 والمرشح الحر محمد السعيد، فإن توقعات ''النهار'' المبنية على سبر الآراء الذي أعده فريق من الخبراء والمختصين كانت تتمثل في احتلالهم المرتبة الرابعة بالتساوي، من خلال حصولهم نفس النسبة من الأصوات وهي 1 بالمئة. وبالفعل، فقد بيّنت النتائج الرسمية المعلن عنها صبيحة أمس، أن جهيد يونسي تحصل على ما نسبته 1,37 بالمئة من الأصوات ليحتل المرتبة الرابعة، غير بعيد عن فوزي رباعين ومحمد السعيد الذين تحصلا على 0,93 بالمئة و0,92 بالمئة على التوالي، من إجمالي الأصوات المعبر عنها.