اعتبر عبد العزيز بوتفليقة الذي أعيد انتخابه رئيسا للجمهورية أن ''السلوك الحضاري'' الذي تعامل به الشعب الجزائري، مع الأفكار التي طرحت أثناء الانتخابات الرئاسية ''درس بليغ أثرى المشهد الديموقراطي'' في الجزائر. وفي تصريح أولي له عقب الإعلان عن النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات الرئاسية، والتي فاز بها بأغلبية قدرت ب 24,90 بالمائة، نوه الرئيس المنتخب ب''السلوك الحضاري الرفيع'' الذي تعاملت به الجماهير مع الآراء والأفكار التي طرحت خلال التجمعات الشعبية التي نشطها المرشحون لهذا الاستحقاق الرئاسي، مؤكدا أن ذلك ''كان بحق درسا بليغا، أثرى المشهد الديموقراطي في بلادنا''، كما أن النتيجة التي أسفر عنها هذا الاستحقاق ما هي إلا ''تعبير صادق'' عن تعلق الجزائريين بوطنهم وإرادتهم ''الحرة'' في اختيار رئيسيهم. وأثنى الفائز بعهدة ثالثة على التوالي، على ''الثقة الغالية'' التي منحها له الشعب الجزائري، وكذا الوعي والتفهم الذي أبداه لما بناه ''من أجل تخطي الصعاب وإحلال الأمن والاستقرارية ''، وأكد أن النضج السياسي الذي ساد الانتخابات الرئاسية هو ''مؤشر واعد، يجعلنا في مأمن متحصنين بديموقراطية نابعة من قيمنا ومن غيرتنا على وطننا''، مجددا التعبير عن ''اغتباطه'' لما أولاه المواطنون من اهتمام ووعي بهذا الاستحقاق الوطني. وذكر أيضا أن هذا الوعي الشعبي وإن كان قد فاجأ البعض، إلا أنه كان شخصيا ''على يقين''، من أن الجزائريين لهم من الشعور بالمسؤولية والنضج، ما يؤهلهم لمواجهة كل التحديات، حيث يرجحون دائما المصلحة الوطنية، موجها بالمناسبة التحية والعرفان إلى كل من سانده من مواطنين وأحزاب ومنظمات وكل من عملوا بنزاهة من أعوان إدارة والجيش الوطني الشعبي وأجهزة الأمن على اختلاف أسلاكها. ولم يغفل الرئيس بوتفليقة التوجه إلى من تنافسوا معه في الانتخابات، معربا عن بالغ احترامه وتقديره لهم، محييا فيهم ''القناعات الديموقراطية'' التي تسلحوا بها إبان هذا الموعد الهام، و''البلاء الحسن الذي أبدوه في ''حرصهم اليقظ على احترام مبدأ الإنصاف''، وهو ما اعتبره إرساء للتعددية السياسية.