شعوب كثيرة ضحّى من أجل استمرارها أبطال صُنعت بفضلهم العزة والمجد، من بينهم بلادي الحبيبة التي تحتفل اليوم بذكرى يوم الشهيد وتسعى لإتمام مشروع رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه رحمة الله عليهم، ما أجمل أن نزف لأرواح الشهداء أرقى الأدعية والترحم، وأن نعترف لهم بالجميل على السلم الذي نعيش في رحابه والاستقلال بفضل الله ثم بفضلهم. إن رسالة الشهداء عظيمة عِظم تضحياتهم وتفانيهم في خدمة الجزائر، فقد تركوا لنا الوصية لنعيش الإسلام في أسمى معانيه، فهل حققنا لهم الحلم؟. تعمل الجزائر حكومة وشعبا للوصول الى تفعيل رسالة الشهيد على أرض الواقع، فتنجح أحيانا في هذا المسعى وتفشل أخرى، وهذه سنّة الحياة، فلا ننكر أننا شعبا متفهم لرسالة الشهداء، وحتى نرد لهم الجميل علينا الحفاظ على ذاكرتهم والسير من أجل بناء بلادنا والابتعاد عن كل ما يفشل عزيمة الحكام والشعب، والسعي لرقي المجتمع بالعلم والمعرفة، وتجنب القيل والقال، وعلينا التآزر والتلاحم حتى نبلغ بر الأمان، وبذلك قد نحقق جزءا صغيرا مما انتظره الشهداء منا. نسأل الله أن أن يسكنهم فسيح جناته ويرزقنا الصبر لخدمة ديننا وبلادنا، وهذه نبذة للتعريف بالمناسبة. يوم الشهيد يصادف 18 فيفري من كل سنة، ويهدف إلى إرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والاقتداء بخطاهم، واتخذ هذا اليوم من كل سنة من أجل الاحتفال بذكرى الشهيد، عرفانا بما قدمه هؤلاء من تضحيات، ويمثل هذا اليوم وقفة لمعرفة مرحلة الاستعمار التي عاشها الشعب الجزائري، حيث تحتفل الجزائر بهذا اليوم، بمبادرة من تنسيقية أبناء الشهداء تكريما لما قدمه الشهداء، للتذكير باستشهاد مليون ونصف مليون من الأبرار لتحرير الجزائر، عبر مسيرة التحرر التي قادها رجال المقاومات الشعبية منذ الاحتلال في 1830، مرورا بكل الانتفاضات والثورات التي قادها الأمير عبد القادر والمقراني والشيخ بوعمامة وغيرهم من المقاومين. وكانت الثورة التحريرية، في أول نوفمبر 1954، حيث التف الشعب مع جيش التحرير وجبهة التحرير الوطنيين إلى أن افتكت الجزائر استفلاها، فالمجد والخلود للشهداء الأبرار. @ عبد الله بوزينة/ الشلف