أحيا الشعب الجزائري، أمس، الذكرى الثالثة والعشرين ليوم الشهيد، المصادف لتاريخ 18 فيفري من كل سنة، والذي اتخذ كيوم وطني للاحتفال به، عرفانا لما قدّمه الشهداء من تضحيات جسيمة. وتحتفل الجزائر بهذا اليوم منذ سنة 1991 بمبادرة من منظمة أبناء الشهداء ، تكريما لما قدّمه الشهداء وتخليدا لذكرى استشهاد مليون ونصف المليون من الشهداء لتحرير الوطن، وأيضا وقوفا ضد أي تنازل عن تضحياتهم لصالح مستعمر الأمس، فعندما التقى أبناء الشهداء في الندوة الأولى التي جمعتهم في نادي الصنوبر يوم 18 فيفري سنة 1989، أجمعوا على اختيار هذا اليوم يوما وطنيا للشهيد، انطلاقا من القناعة بأن مقام الشهيد أعلى مقامات التبجيل والتذكير والاحتفاء والإحياء مقارنة بالأحداث والأيام الوطنية والعالمية التي تعود شعبنا أن يحتفي بها على المستويين الرسمي والشعبي . وأكد المجاهد رابح مشحود ل السياسي ، أن مثل هذا اليوم يعد يوما عظيما، ورمزا من الرموز، موضحا انه بفضل الشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل الوطن، أضحى الشعب الجزائري اليوم يعيش حرا مستقلا بعد أن كان قطعة من فرنسا، داعيا كل أبناء الوطن إلى السير على خطى الشهداء ويحافظوا على ما أنجزوه وما تركوه لهم بفضل جهادهم ومقاومتهم، مضيفا أنه بفضلهم وبفضل المجاهدين الصادقين والصابرين والمناضلين المخلصين، انتهت هذه الأكذوبة المدعوة فرنسا. وأضاف المتحدث، أنه على الشعب الجزائري اليوم أن يكون موحّدا وعلى قلب رجل واحد، للحفاظ على ما تركه الشهداء، من خلال العمل والإخلاص والصبر والتحلي بالمثل العليا التي كان يتحلى بها الشهداء، مفيدا أن رسالة الشهداء قد وصلت لجميع أفراد الشعب الجزائري، الذي يعمل بدوره، على إيصال الرسالة للأجيال الأخرى من خلال المحافظة على الوطن. من جهته، قال المجاهد مسعود جديد ل السياسي ، أن كل المجاهدين لن يسنوا الشهداء الذين ضحّوا في سبيل الوطن، مفيدا أنهم كانوا رفاقا ورجالا عظماء، داعيا بدوره، الشباب خاصة للحفاظ على البلاد، موضحا أن الشهيد قد قام بإيصال رسالته من خلال التضحية بروحه في سبيل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة، وعلى أفراد الشعب الجزائري اليوم أن يحفظوا الأمانة. وأضاف المتحدث، أن الجزائريين يجب أن يبقوا على العهد الذي قدّموه للشهداء، من خلال التطور والنهوض بالبلاد من خلال التقدم العلمي والصناعي، مضيفا انه على الشباب العمل. من جهته، أفاد رئيس جمعية مشعل الشهيد ، محمد عباد، في تصريح للقناة الإذاعية الأولى، أنه تم اختيار شعار شهداء بلا قبور بالنسبة لذكرى هذه السنة تخليدا لعشرات آلاف الشهداء الذين استشهدوا بين خطي شارل وموريس او في نهر السان بباريس أو في معارك وليس لهم قبرا وليس لهم تاريخا للذين يتحدثون عنهم . وأوضح المتحدث أن هذه السنة ارتأى المشرفون على تنظيم الاحتفالات ان تكون تخليدا لشهداء بلا قبور وتكريمية لأرامل الشهداء. ويعتبر 18 فيفري يوم الأبطال، يوم العظماء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن، لتبقى الجزائر شامخة الهمة وقوية العزيمة، تسمو إلى مستقبل زاهر، المستقبل الذي حلم به الشهداء وخططه قادة الثورة في بيان نوفمبر التاريخي.