أدان الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي، برئاسة الجزائري مراد مزار، أمس، الخطوة التي أقدمت عليها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من خلال مراسلتها، أول أمس، لأول مرة منذ تعيين المكتب الفيدرالي الجديد برئاسة خير الدين زطشي، الهيئات المنضوية تحت لوائها من أجل إبلاغها بتجنب الظهور إعلاميا من دون موافقة الفاف، وضرورة طلب تصريح مسبقا من مسؤولي الاتحادية من أجل الحديث لمختلف وسائل الإعلام أو المشاركة في الحصص الإذاعية أو التلفزيونية، مع تهديدها باتخاذ التدابير اللازمة وإصدار العقوبات المنصوص عليها في حال مخالفة الأوامر. ودعا الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي، جميع الاتحادات الرياضية الدولية والوطنية لاحترام حرية التعبير، حسبما جاء في البيان الذي تسلمت «النهار» نسخة منه أمس، حيث وصفت هيئة مراد مزار الخطوة التي قامت بها الفاف بالتصرف غير المسؤول من بعض الهيئات الرياضية تجاه الصحافة. كما أكد البيان على أهمية حرية التعبير عن الأفكار والآراء التي تعتبر من أثمن حقوق الإنسان، مذكرا بالمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على حق التمتع بحرية الرأي والتعبير وحماية حرية الصحافة. هذا وقام «الفياكس» الذي طرقت أبوابه بعض الأطراف من الجزائر وأرسلت له نسخة من قرار الفاف الذي يحمل توقيع زطشي، بمراسلة أعلى الهيئات الرياضية العالمية، على غرار الاتحاد الدولي لكرة القدم برئاسة جياني أنفانتينو، واللجنة الأولمبية الدولية، وذلك عن طريق بيان مرفق بمراسلة الفاف التي تعتبر الأولى من نوعها في الساحة الرياضية الجزائرية بصفة عامة والكروية خاصة، بحكم أن زطشي ومن أول قرار له فتح جبهات الصراع مع العديد من الجهات والأطراف التابعة لهيئته، بعد أن سلب منها أحد حقوقها التي كانت تتمتع بها كاملة وبصفة عادية في عهد من سبقوه لمبنى الاتحادية. مراد بوطاجين: «قرار الفاف سيخلّف انعكاسات سلبية ويعتبر نوعا من الديكتاتورية القانونية» أكد المحامي والإعلامي مراد بوطاجين، أن القرار الذي اتخذته الفاف سيخلّف انعكاسات سلبية على الهيئات التي سيطبق عليها، بحكم أنه يعتبر نوعا من الديكتاتورية القانونية، ويسلب الصحافة أيضا الحق في الوصول إلى مصادر المعلومة، واعتبر بوطاجين الجهة التي اتخذت القرار جاهلة لدور الإعلام وكيفية تغطيته للأحداث الآنية. حيث صرح ل«النهار» أمس، قائلا: «إذا كان هذا القرار اتخذه رئيس الفاف على عاتقه فمعناه أنه قرار أحادي لا يتماشى مع ديمقراطية تسيير الفاف، أما إذا اتخذ على مستوى المكتب الفيدرالي مع مراعاة إيجابياته وسلبياته التي تعتبر كثيرة، بحكم أنه يوجد خرق لحرية التعبير، فإن الاتحادية حرة في اتخاذه، وعليه ستكون هناك انعكاسات سلبية بحكم أن الرابطات مستقلة في تسييرها ومن غير المعقول أن نسلب منها هذا الحق، فضلا عن حقها في التعامل مع الصحافة، مما يجعل القرار نوعا من الديكتاتورية القانونية»، وأضاف: «هناك تأثير ثانٍ أيضا من جانب الصحافة التي تتميز بحرية التعبير في الجزائر والحق في الوصول إلى مصادر المعلومة، مما يعني أن قرار الفاف سلب حقا من حقوق الصحافي، كما أن من اتخذ القرار يجهل دور الإعلام وكيفية تغطية الأحداث الآنية التي أصبحت هامة للمجتمع في كل القطاعات، منها الرياضة عامة وكرة القدم خاصة».