تجري الجماعات الإرهابية اتصالات حثيثة مع عناصرها الناشطين بجماعات الدعم والإسناد على مستوى العاصمة وضواحيها، بغرض العمل على إنشاء قاعدة مسلحة بمنطقة بوزريعة بالعاصمة. المهمة التي كلف بها الإرهابي ''ع. مبروك''، الذي ينشط بجبال بومرداس وتيزي وزو، على اعتبار أنه من أبناء بوزريعة ويعرف المنطقة جيدا، وقد باشر هذا الأخير منذ تكليفه بالمهمة من طرف القيادات العليا للتنظيم، بتكثيف اتصالاته بمعارفه المتعاطفين مع العمل المسلح، على غرار المتهمين الذين كشف أمام مصالح الضبطية القضائية أنهما تلقيا اتصالا من طرف الإرهابي يطالبهما بضرورة تأمين أكبر قدر ممكن من أرقام هواتف المسبوقين قضائيا في قضايا الإرهاب، بغرض تجنيدهم واعتمادهم في دعم مشروع إنشاء قاعدة ببوزريعة، حتى تكون الركيزة الأساسية في تنفيذ العمليات الإنتحارية داخل العاصمة، بدل جماعات تيزي وزو وبومرداس، التي غالبا ما تفشل مخططاتها التي تستهدف العاصمة نظرا لبعد المسافة، واستمرت اتصالات الإرهابي ''ع. مبروك'' الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1992 حتى أوت 2008، قبل بداية التحقيق في القضية وانكشاف أمرهما، حيث يعد المتهمين من المستفيدين من تدابير الوئام المدني، إذ دخل المتهم ''ش. إبراهيم'' السجن سنة 1996، لانتمائه إلى الجماعات الإرهابية، في حين يعتبر المتهم الثاني ''ل.عبد الله'' أحد المجندين من طرف الإرهابي، بعدما تم تسليمه هاتفه من قبل ''ش.إبراهيم''، وكان ''ع. مبروك'' قد قدم إغراء للمتهم بتمويل بعض مشاريعهما من طرف الجماعات الإرهابية، في حالة مساعدته في بناء هذه القاعدة التي تخطط لها عناصر القاعدة ببوزريعة، من خلال توفير كل أرقام هواتف المسبوقين قضائيا في الإرهاب، لتتم الاتصال بهم وإقناعهم بضرورة العودة للعمل المسلح في صفوف الجماعات الإرهابية، وذلك بعدما ظلت العاصمة معزولة عن العمل المسلح الإرهابي، نتيجة بعدها عن مراكز التنظيم المسلحة، عدا جماعات الدعم التي توفر المعلومات لمخططات العناصر المقاتلة، كما أنها كانت تجند الشباب بغرض اللحاق بمعاقل الجماعات الإرهابية بجبال تيزي وزو وبومرداس، كما أنه تم الإشارة فيما سبق من خلال تصريحات بعض المتهمين، إلى أن لعناصر القاعدة مكتب على مستوى بوزريعة، يتكفل بإعداد الهويات المزورة للإرهابيين الأجانب، وكذا الذين لهم مهمات خارج الوطن، وعلى هذا الأساس ونظرا لتطابق أقوال المتهمين، رغم إنكارهما بالجلسة التمس النائب العام في حقهما عقوبة 6 سنوات سجنا نافذا، عن تهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية، وتقديم المساعدة بغرض الإضرار بمصالح الدولة، غير أن هيئة المحكمة لم تقتنع بإدانة المتهمين وعليه قضت ببراءتهما. في ذات السياق استطاع الأستاذ بوزياد علي، افتكاك البراءة لصالح موكله المتهم ''ع. فاتح''، المتابع بجناية التمويل والإشاردة، بعدما سلم لأخيه الإرهابي هاتفه النقال، رغم علمه بنشاطه حسب ما جاء في ملف القضية، كما عالجت جنايات العاصمة أيضا، قضية المتهم ''ص.أحمد'' المتابع بجناية الانتماء إلى الجماعة الإرهابية المسلحة (الجيا) سنوات التسعينات، مستعرضا من خلال قرار الإحالة النسوة اللواتي كن ينشطن لصالح الجماعة بعد زواجهن بإرهابيين.