ستنظر محكمة جنايات عاصمة، خلال الأسبوع المقبل، في قضية أهم شبكة لدعم وإسناد الجماعات الإرهابية الناشطة بولايات الخط الأحمر لارتكابهم جناية إنشاء جماعة إرهابية، غرضها بث الرعب وخلق جو انعدام الأمن والمتاجرة في الأسلحة والذخيرة بجلبها من منطقة حاسي مسعود، طبع ونشر تسجيلات تشيد بالأفعال الارهابية. وقد تورط في القضية تسعة متهمين، أحدهم في حالة فرار، أيضا تضم أحد المتهمين الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بالمكلف بالإعلام في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، المدعو قاسمي صالح المكنى ب "أبو صلاح محمد"، إلى جانب وجود اتصالات مباشرة مع أمير القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي، من خلال ضبط مصالح الأمن لأشرطة سمعية بصرية تحريضية للزرقاوي، يحث فيها على الجهاد في الجزائر. وتبين من الملف، أن الجماعة كانت تنضوي تحت لواء كتيبة "الفتح" التي كان يترأسها المدعو عمر تيطراوي المعروف ب "أبو خثامة" والذي لا يزال البحث جاريا عنه، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر أمنية إلى واقعة اغتياله خلال اشتباك مسلح مع عناصر الجيش. وتعود وقائع هذه القضية إلى مطلع 2008 خلال ورود معلومات لدى مصالح الأمن عن وجود شبكة دعم وإسناد خطيرة تنشط لصالح كتائب قورصو وكتيبة "الفتح" ببومرداس، وباقي الجماعات الإرهابية الناشطة بتيزي وزو ووسط العاصمة، والتي كانت بمثابة عين الإرهابيين، واستطاع من خلالها تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بإمرة عبد المالك دروكدال، تنفيذ عدة عمليات تفجيرية بمناطق حساسة بالعاصمة وولايتي بومرداس وتيزي وزو، وتم من خلالها استغلال هذه المعلومات وإلقاء القبض على المتهم الرئيسي المدعو "ع.مسعود" بوسط مدينة بومرداس، هذا الأخير أنكر علاقته بالمكلف بالإعلام على مستوى تنظيم دروكدال، إلى جانب حجز عدة أقراص سمعية بصرية تخص أبو مصعب الزرقاوي أمير تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين". كما اعترف أنه ينتمي إلى شبكة دعم واتصال تعمل لصالح كتيبة أمير "الفتح" المدعو عمر تيطراوي، وأكد أنه التحق بالعمل المسلح سنة 1993، حينما اتصل به أحد الذين انضموا إلى هذا الجناح، ويتعلق الأمر بالمدعو "ق.عبد الحميد" الذي تم القضاء عليه بعد سنة من ذلك، حيث كلفه بتموين الجماعة الإرهابية والترصد لعناصر الأمن وأعوان الجيش الوطني الشعبي، ونقل الأخبار وتحركاتهم في منطقة بومرداس وما جاورها، حيث ظل ينشط كعنصر دعم وإسناد مع الجماعة إلى غاية الانشقاق الذي حصل بين الجيش الإسلامي للإنقاذ والجماعة الإسلامية المسلحة، ليتم بعدها ظهور ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال. وأضاف المتهم خلال التحقيق معه، أنه انقطع عن العمل الإرهابي إلى غاية سنة 2002، أين تم تنصيب تيطراوي كأمير على رأس سرية قورصو، حيث تم تكليفه بجلب المؤونة وإنجاز مشروع وهمي في الفلاحة لغرض تمويل الإرهابيين. مع بداية سنة 2004، كلفه أمير الجماعة بجلب الأسلحة من حاسي مسعود والتخطيط لسرقة الشاحنات وإعادة بيعها أو استعمالها في تنقلات الجماعة وجلب الذخيرة وتخبئتها في مستودع، تم استئجاره بمبلغ مليوني سنتيم بولاية بجاية. وتبين من ملف المتهمين، أن المدعو مسعود كلف بجلب الذخيرة والأسلحة أيضا من منطقة بجاية بمساعدة المتهم الثاني في قضية الحال المدعو "س.رشيد"، والذي عرّفه على المتهم "س.الشريف" من منطقة سيدي عيش ببجاية، حيث سلمه ثلاثة مسدسات مقابل مبلغ مالي قدره 14 مليون سنتيم، كما قاموا باقتناء كمية معتبرة من الكبسولات من عند صاحب مخبزة ببجاية بمبلغ 90 ألف دينار.