كشفت مصادر مطلعة ل ''النهار''، أن مصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب بولاية تلمسان، قد نجحت في توقيف والد المنسق بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المكنى أبو داوود ''جمال.ق''، البالغ من العمر 34 سنة، وأضافت مصادرنا أن مصالح الأمن ألقت القبض على والد الإرهابي بعد رصدها معلومات حول مساعدة هذا الأخير للإرهابي أبو داوود، في عملية الاستشفاء من الإصابات البليغة التي لحقته عقب الاشتباك الأخير بين قوات الدرك المغربية وعناصر المجموعة الإرهابية التي كان يقودها. وأشارت مصادرنا إلى أن والد الإرهابي، حاول إسعاف ابنه أبو داوود على الأراضي الجزائرية، لكن تعذر عليه ذلك، بسبب النزيف الحاد الذي أصابه واستحالة نقله إلى المستشفيات الجزائرية، الشئ الذي دفع والد الإرهابي إلى محاولة تهريبه عبر الحدود إلى أراضي المملكة المغربية. وتأتي عملية التوقيف هذه بعد تحقيقات لمصالح الأمن، في وقت سابق كشفت تورط 13 شخص على محور تلمسان مغنية، من بينهم ثلاثة من التائبين الذين استفادوا من قانون السلم والمصالحة. ويعتبر الإرهابي جمال قرقابو المكنى أبو داوود سليمان، من أقدم العناصر الإرهابية التي زاولت نشاطها مع الجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا '' ضمن كتيبة الأهوال بقيادة قادة بن شيحة، ثم انفصل عنها سنة 1998، عند تشكيل الجماعة السلفية للدعوة والقتال وانظم إلى المنطقة الثانية، حيث نشط هناك بالتوازي مع تنظيم حماة الدعوة السلفية عبر محاور تلمسان، عين الدفلى وغليزان، وبعدها استقر به الحال خلال السنوات الأخيرة من خلال نشاطه على المناطق الحدودية بمغنية والزوية، كمنسق بين خلايا الدعم اللوجستيكية المتواجدة على الأراضي المغربية والجماعات الإرهابية الناشطة في جبال عصفور بولاية تلمسان، ويتمتع جمال أبو داوود من مواليد 1975، بمكانة هامة في التنظيم الإرهابي، باعتباره أحد المشرفين على عمليات التموين التي تتوجه إلى معاقل القاعدة في الإمارة الوطنية ببومرداس وتيزي وزو، كما أنه يعد الوحيد من أبناء المنطقة الرافضين لمسعى السلم والمصالحة الوطنية، لضلوعه في عمليات إرهابية شملت القتل لأعوان الجمارك السبعة خلال السنوات الفارطة، كما أنه متورط في قضايا تخريب أملاك عمومية وحرقها، حيث أوردت مصادر أنه تم تسجيل 5 اتصالات بين أفراد من عائلة أبو داوود، وابنهم قصد إقناعه بضرورة وضع السلاح والانخراط في مسعى السلم والمصالحة الوطنية، بعلم من المصالح الأمنية. ويتمتع أبو داوود بمستوى علمي جيد، حيث أثناء التحاقه بالجماعات الإرهابية كان يزاول دراسته الجامعية في جامعة تلمسان، كما أنه يعرف تضاريس المنطقة الحدودية وجبال عفور جيد، باعتباره كان يزاول التهريب قبل انضمامه للجماعة الإسلامية المسلحة سنة 1995 .