علمت ''النهار '' من مصادر متطابقة؛ أن التحريات السرية التي باشرتها مختلف الأجهزة الأمنية على مستوى الناحية العسكرية الخامسة، بخصوص قضية الانتحاري الذي أصبح يطلق عليه اسم ''ابن الجبل ''، أو الانتحاري الغلام'' بحكم أنه ولد وترعرع وسط عائلة إرهابية بالجبل، وكذا صغر سنه قد مكنت من تحديد محل تواجده، حيث تلقت وحدات الأمن على مستوى ولاية جيجل -مؤخرا- برقية مؤشر عليها بعبارة ''سري للغاية''، تفيد بأن الانتحاري معاذ ابن مدينة قسنطينة وصاحب 12 عاما، يقبع حاليا إلى جانب الإرهابي الخطير عمار لملوم المكنى زكريا أمير المقاطعة السادسة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، المتواجد حسب المعلومات الأولية على مستوى المناطق الجبلية المعروفة بغطائها الغابي الكثيف، الواقعة بين الحدود الإقليمية لولايتي سكيكدةوجيجل، وتحديدا بين بلديات عين قشرة ووادي الزهور ومشاط. وجزمت مصادر مختصة في الشأن الأمني، أن أمير المقاطعة السادسة يشرف شخصيا على تأطير ''ابن الجبل'' بأحد المراكز التدريبية، لتنفيذ عملية انتحارية من دون شك ستكون نوعية، يستهدف من خلالها أحد أهم المواقع الإستراتيجية حسب اعتقاد الجماعات المسلحة، لاسيما وأن مراحل التدريب ستكون تقنيةمحضة، دون المرور على عملية غسيل المخ أو إغراءات مادية، كما هو معمول به ، كون '' الانتحاري الغلام '' يعتبر في حد ذاته قنبلة موقوتة لأنه ولد و نشأ في بيئة متشبعة بالفكر الجهادي المتشدد، وابن الإرهابي مزهود المكنى أبو معاذ الأمير السابق للمقاطعة السادسة المقضي عليه في شهر أكتوبر من سنة 2005، في كمين لعناصر الجيش الوطني الشعبي، حيث هلك بنواحي عين قشرة رميا بالرصاص رفقة مقاول وإرهابيين آخرين تطلق عليهما كنية بلال وأبو سليمان. فضلا على أن صغر سنه، سيسهل توغله إلى الوجهة المراد تفجيرها، دون إثارة الشبهة حوله أو انتباه مختلف الأسلاك الأمنية لتنفيذ العملية الانتحارية. من جانب آخر أكدت مصادر ''النهار '' أن الأجهزة الأمنية على مستوى قيادة الناحية العسكرية الخامسة، قد وزعت صور الانتحاري معاذ عبر مختلف الوحدات لمتابعة تحركاته، سواء بمدينة جيجل تحسبا لتفجير نفسه أو بقسنطينة لزيارة والدته التائبة، بعدما تمكنت فرقة تقنية من إعداد بورتري تقريبي بواسطة عتاد تم اقتناؤه خصيصا لتحديد هوية المجرمين، اعتمد في العملية على صور خاصة بوالديه اللذان تزوجا في الجبل.