تعيش عائلة «جمعي» القاطنة بضواحي بلدية الفحول شمال تلمسان وتحديدا في مزرعة تقع على طريق الريف، جحيما لا يُطاق، حيث تنام العائلة وتفترش صور ابنتها «جمعي أحلام»، ذات ال13 ربيعا، شوقا وحزنا على فراقها الغامض، وهذا طيلة عشرة أيام كاملة، الأمر الذي حوّل يوميات أقاربها لا حديث فيها إلاّ عن الطفلة، خفيفة الروح والظلّ التي أبكى اختفاؤها سكان بلدية الفحول جميعا، ودفعهم إلى مشاركة ذويها في البحث عنها بكلّ الطرق والوسائل، وإلى يومنا هذا باءت كلّ محاولات البحث عن «أحلام» بالفشل، لكن تبقى عائلتها متمسّكة ببريق الأمل والعودة الميمونة لابنتها. ولمعرفة تفاصيل هذه القصة المأساوية وجديدها، اتصلت «النهار» بوالد الطفلة الذي كان تحت الصدمة، حيث قصّ علينا بحرقة اللحظات الأخيرة التي سبقت اختفاء فلذة كبده، قائلا إنّ ابنته متعوّدة على زيارة صديقاتها ببلدية الفحول يوميا، حيث «توجّهت أحلام كعادتها للقاء صديقاتها، إلا أنّنا انتظرناها طويلا ولم تعد، ومنذ ذلك الحين، دخلت العائلة في حالة استنفار قصوى، بحثا عن الطفلة التي لم تعد إلى المنزل، لنتنقّل إلى منازل صديقاتها وكلّ معارفها الذين كانت تقضي عندهم بعض الوقت، كونها محبوبة وخفيفة الروح، وكانت الصدمة أشدّ عندما كانت كلّ الأنباء حينها تتحدّث عن عدم وجود أحلام بين هؤلاء». ويضيف الأب بحسرة شديدة، أنّ ابنته تلميذة نجيبة في الصف واجتماعية بين الناس، لدرجة أنّها دخلت بيوت الكثير من المواطنين ببلدية الفحول وتعلّقت بهم كما تعلّقوا بها، فكانت صدمة الاختفاء عنيفة على العائلة وعلى كلّ معارفها وأحبابها. وبعدها تمّ التنقّل إلى مقر فرقة الدرك الوطني بعين يوسف، من أجل إيداع شكوى تفيد باختفاء الطفلة «أحلام»، أين جرى تعميم صور لها عبر كافة الأجهزة الأمنية للمشاركة في البحث عنها، على أمل أن تعود إلى أهلها سالمة، كما تضع العائلة ثقتها الكاملة في مجمّع «النهار»، الذي ساهم في إعادة الفرحة والسرور لعديد العائلات التي فقدت أطفالها.