شاب يستحم بالشوربة وآخر يغسل وجهه بها لتناولهما مخدر «الفلاكا» مدمن يحاول ذبح طفلين بسبب صوت المفرقعات وآخر يغتصب والدته وشقيقته مختص في الأمراض العقلية يكشف: «الفلاكا أخطر من الكوكايين والإكستازي» «الزومبي» أو «آكل لحوم البشر»، ليس بشخصية سينمائية في فلم أمريكي ولا بوحش وهمي من وحي الخيال، وإنما هي تسمية أطلقت على متعاطي أخطر أنواع المؤثرات العقلية التي اجتاحت الجزائر حديثا، من طرف رعايا صينيين بطريقة غير مشروعة، والتي تحوّل متعاطيها إلى وحوش بشرية شبيهة بالشخصيات التي عهدناها في الأفلام الخيالية، نظرا للعقار القوي الذي يحتويه، والذي يقال إنه أخطر من «الكوكايين» ويُعتقد أنه يولّد النزعة الحيوانية لدى الإنسان، فتراه يتصرف بعدوانية وهمجية بعد الدخول في حالة اللاّوعي تدوم لعدة ساعات وأحيانا تصل لأسبوع. النهاررصدت بعض التصرفات الغريبة التي بدرت من متعاطي «الزومبي» أو «الفلاكا»،لتكشف للقارئ خطورة هذا المؤثر العقلي على الجهاز العصبي ونتائجه الوخيمة التي قد تدخله عالم الإجرام من بابه الواسع في لحظة يغيب فيها الإدراك، فيتحول من شخص عاقل إلى مجنون أو سارق أو حتى قاتل ! شاب يستحم ب«شوربة» بدلا من الماء بسبب «الزومبي» في إحدى الحالات التي تعكس خطورة الآثار الناجمة عن تعاطي مخدر «الزومبي»، والتي عالجتها محكمة حسين داي بالعاصمة، أقدم شاب يقطن بأحد الأحياء الفوضوية بمنطقة جسر قسنطينة، على الاستحمام بقدر من «الشوربة» بعدما تهيأ له أنه قدر ماء قامت والدته بتسخينه له، ولم يتفطن إلى الأمر وواصل غسل شعره به إلى حين تدخل تلك الأخيرة، التي لم تجد وجبة الغداء بمكانها. ..وآخر يغسل وجهه بصحن «شوربة» في قضية طريفة ومشابهة لسابقتها، عالجتها محكمة بئر مراد رايس في العاصمة، أقدم شاب كان تحت تأثير المهلوس المسمى «الفلاكا» والمعروف وسط الشباب المدمنين ب«الزومبي» على غسل وجهه بصحن «الشوربة» التي وضعتها له والدته لاحتسائها بعدما خُيل له أنها إناء ماء، وهي القصة التي رواها لأحد أصدقائه، وهو المتهم في قضية الحال، الأمر الذي جعله يقتنى هذا النوع من المؤثر العقلي كي يجرّبه وينسيه همومه، خاصة وأنه يعاني من مرض جلدي وفقد والده منذ فترة وجيزة، إلا أنه بمجرد تحصله على المخدر وفي طريق عودته إلى منزله، ألقت مصالح الأمن القبض عليه، أين عثرت بحوزته بعد الملامسات الجسدية على قرص واحد اشتراه مقابل 1500دينار، ليتم إحالته على محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، أين صدر في حقه أمر بالإيداع رهن الحبس المؤقت في المؤسسة العقابية بالحراش، عن تهمة حيازة المؤثرات العقلية بغرض الاستهلاك الشخصي، وهي التهمة التي اعترف بها، إلا أنه أكد أنها المرة الأولى التي يقتني فيها مثل هذه السموم، ليطالب إفادته بأقصى ظروف التخفيف، وعليه التمست النيابة في حقه تسليط عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا وغرامة بقيمة 50 ألف دج، وبعد المداولات القانونية أدانته المحكمة بعقوبة شهرين حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية نافذة بقيمة 20 ألف دج. شرطي يُكبل ابنه ب«ليمينوت» ويحتجزه 3 أيام بعد تعاطيه «الزومبي» اهتدى شرطي إلى تكبيل ابنه وربط يديه بواسطة الأغلال «ليمينوت» واحتجازه داخل غرفة مغلقة طيلة 3 أيام كاملة، بعدما تفطن بأنه تحت تأثير مخدر «الزومبي»، حيث قرر تكبيله واحتجازه خوفا من ارتكابه أعمالا خطيرة في حق من حوله. ينفذ عملية سرقة ثم ينام لأربع ساعات وينسى فعلته أقدم شاب ينحدر من العاصمة، على تنفيذ عملية سرقة استهدف فيها أحد المنازل، وهو تحت تأثير المؤثر العقلي «الفلاكا»، ومن ثم عاد إلى بيته ونام لأربع ساعات من دون أن يذْْكر الأفعال التي اقترفها، ليخرج بعدها وتلقي عليه مصالح الأمن القبض بعد إجراءات تفتيش روتيني، أين ضبطت بحوزته قرصا واحدا صرح أنه اشتراه مقابل مبلغ 1500 دج بهدف النوم، إلا أنه تم ربطه بقضية السرقة بعد رفع البصمات من مسرح الجريمة. شاب يتعاطى «الزومبي» ثم يحاول ذبح طفلين بسبب صوت «المحارق» قضية أخرى عالجتها محكمة الجنح في حسين داي، حيث أقدم شاب متهور كان تحت تأثير مخدر «الزومبي» على محاولة ذبح طفلين بواسطة سكين ليلة المولد النبوي الشريف، بسبب انزعاجه من صوت المفرقعات، لولا تدخل أبناء الحي الشعبي «حي الجبل» ببوروبة، الذين بلّغوا مصالح الأمن. يتعاطي «الفلاكا» ثم يغتصب والدته وشقيقته في رمضان! في قضية يندي لها الجبين، والتي كان مخدر «الفلاكا» سببا أيضا في وقوعها، قام شاب يقطن بإقليم اختصاص محكمة بئر مراد رايس في العاصمة، بعد تناوله جرعة زائدة من هذا المخدر، على اغتصاب والدته وشقيقته في شهر رمضان الكريم، من دون أن يعي خطورة الأفعال التي اقترفها، ليجد نفسه بعد استعادته لوعيه خلف قضبان سجن الحراش، على ذمة التحقيق، لتورطه في جناية ممارسة زنا المحارم. يحاول قتل والده وشقيقه بحثا عن «الدماء» حاول شاب تناول جرعة زائدة من مخدر «فلاكا»، على محاولة ضرب والده وشقيقه بواسطة سكين بحثا عن الدماء لإشباع النزعة الحيوانية التي انتابته من دون أن يدرك ما اقترفه، ورغم زوال مفعول المخدر بعد حوالي أسبوع، إلا أنه لم يتذكر الواقعة ووجد نفسه خلف قضبان السجن، وتمت محاكمته أمام محكمة الشراڤة. الدكتور شيخ صلاح متخصص في الأمراض العقلية: «الفلاكا.. جنون ببلاش» وفي السياق ذاته، كشف الدكتور شيخ صلاح، متخصص في الأمراض العقلية والعصبية، صاحب مصحة دار الهناء في بواسماعيل، في تصريح للنهار، أن «الفلاكا» يُعد مخدرا جديدا ظهر لأول مرة في أمريكا وبالتحديد بفلوريدا، ويقال عنه بالدول الغربية أنه «جنون ب5 دولارات» لعدم غلاء سعره وإمكانية اقتنائه من قبل جميع الفئات. وأضاف المتحدث، أن مشكل هذا المخدّر يكمن في تطوره الكيميائي الذي يعد أسرع من تطور العلوم الطبية والقضائية، وبخصوص الآثار الناجمة عنه، فقد أكد الدكتور شيخ صلاح، أنه متعاطيه يصاب بحالة هيجان حادة ويمده بقوة كبيرة تدفعه لإرتكاب أي شيء، كما يصاب بهلوسات وتخيلات سمعية بصرية، وبالتالي تصدر عنه سلوكات غريبة من دون وعي منه،كما هو حال إحدى الحالات التي استقبلها بعيادته، وهو شاب تم جلبه من قبل عائلته والذي كان في حالة هيجان وعدائية وفاقد للذاكرة، أين هددهم بالقتل، إلا أنه لم يتمكن من تشخيص حالته أو تحديد نوع المخدر المتناول لأنه كان مجهولا بالنسبة له، إلا أنه متأكد من أنه «الفلاكا» تبعا للأعراض التي لاحظها على المريض، كما أفاد المتحدث أن هذا الدواء الذي يعدّ أخطر من الكوكايين و«الإكستازي» مفعوله سريع الظهور ولا يمكن لأهل العلم تتبعه أو إيجاد علاج له لاحتوائه على مواد مجهولة، يتم إعدادها في مخابر سرية لا تخضع للرقابة. المحامية فاطمة الزهراء تكشف: «الفلاكا مخدر غير مصنف والصينيون من أدخلوه إلى الجزائر» وعلى صعيد متصل، كشفت الأستاذة «ت.فاطمة الزهراء» محامية معتمدة لدى مجلس قضاء الجزائر، في تصريح ل«النهار»،أن دواء «الفلاكا» عبارة عن دواء مخدّر غير مصنف في قائمة المؤثرات العقلية الممنوعة لأنه حديث الدخول إلى الجزائر. وأضافت المتحدثة، أن هذا المخدر حسبما كشفته لها مصادر أمنية مطلعة، يقوم بجلبه الصينيون في شكل مسحوق بطريقة غير شرعية، بعد تهريبه عبر أمتعتهم داخل أكياس عازلة للسكانير أو في مناطق حساسة بجسدهم، ليتم تصنيعها في الجزائر بمخابر سرية وتوضع في كبسولات سعرها يترواح بين 1500 و4000 دينار للحبة الوحدة، موضحة أن مروج المخدر يوزعه في بادئ الأمر بالمجان لجلب أكبر قدر ممكن من الزبائن.