سفارة كندا تؤكد أن مرض التعفن البكتيري غير ضار للإنسان قللت أمس، السفارة الكندية بالجزائر من مخاوف السلطات والمستهلك الجزائري بخصوص قضية البطاطا الفاسدة المصابة بمرض "التعفن البكتري". حيث أكدت أن شحنات البطاطا التي دخلت السوق الجزائرية، غير مصابة بالتعفن البكتيري، وبالتالي فليس هناك أي خطر انتشار لذلك المرض بالجزائر. وأوضحت السفارة الكندية بالجزائرية في بيان لها تلقت "النهار"نسخة منه، أنه بتاريخ 17 أكتوبر الماضي أبحرت باخرة "غرين كونكورديا" من ميناء "سامرسايد" بجزيرة الأمير إدوارد، وعلى متنها 3500 طن من مادة البطاطا أنتجت بجزيرة الأمير إدوارد، وحوالي 300 طن من البطاطا التي أنتجت بمقاطعة الكيبك. وأضاف البيان، أن الوكالة الكندية لمراقبة الأغذية، قد شددت على المصدر المسؤول عن إرسال تلك الشحنة من البطاطا الموجهة للإستهلاك من جزيرة الأمير إدوارد نحو الجزائر، أن تكون تلك الشحنة مرفوقة بشهادة صحية تثبت أن تلك البطاطا خالية من أية إصابة بمرض التعفن البكتيري". وأشارت السفارة الكندية، إلى أنه عند إقلاع الباخرة، فإنها كانت تحمل شحنتين من البطاطا، الأولى مرفوقة بشهادة صحية، وهي المتعلقة بالشحنة القادمة من جزيرة الأمير إدوارد، وشحنة أخرى تنعدم للشهادة الصحية، وهي تلك المتعلقة بالبطاطا القادمة من مقاطعة الكيبك، حيث، أخبرت الوكالة الكندية لمراقبة الأغذية المصدر بنتائج التحليل التي أجريت على الشحنة الثانية والتي تبين أنها مصابة بمرض التعفن البكتيري، دون أن تمنحه شهادة صحية. وفي نفس السياق أكدت السفارة الكندية، أن المصدر وجه رسالة إلى الوكالة الكندية لمراقبة الأغذية، أخبرهم فيها بأن "الشحنة القادمة من الكيبك، غير موجهة للإستهلاك، وأن وجهتها لن تكون الجزائر". واستنادا على ذلك فندت السفارة الكندية بالجزائر، أن تكون الشحنة التي دخلت السوق الجزائرية قد أصيبت بمرض التعفن البكتري، عن طريق احتكاكها بالبطاطا المصابة بذلك المرض خلال عملية النقل، مادام أن تلك البطاطا لم تكن موجهة للغرس وإنما للإستهلاك، وعليه خلصت السفارة الكندية إلى الجزم بأنه "لن يكون هناك أي خطر لانتشار المرض بالجزائر". وأوضحت أنه "لا يؤثر على صحة الإنسان". وأضافت السفارة الكندية، في سياق تهدئة روع السلطات والمستهلك الجزائري، أن مرض التعفن البكتيري موجود بكندا منذ عشرات السنين ولم تكن له أي أعراض سلبية على صحة المواطنين، وقالت أن هذا المرض لا ينتشر إلا من خلال عمليات الزرع، ليس العزل. تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 45 سفينة تجارية رست بموانئ العاصمة الجزائر وسكيكدة وبجاية ومستغانم ووهران خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر الماضيين، أنزلت ما لا يقل عن 120 ألف طن من البطاطا استوردها 16 متعاملا بما لا يقل عن نصف مليار دولار في إطار سياسة اعتمدتها الحكومة لتوفير البطاطا سيما خلال شهر رمضان فى ضوء ندرة فى الإنتاج المحلي، وقد تم استيراد تلك الكميات من هولندا وفرنسا وبلجيكا وتركيا وكندا. وان الضجة التي أحدثتها قضية البطاطا الفاسدة، كان قد كشف عنها برلمانيون وخبراء في كندا بأن سلطات هذا البلد تعمّدت إغراق السوق الجزائرية ببطاطا فاسدة مصابة بمرض يسمى ''باكتيريال رينغ روت'' أو ''التعفن البكتيري القاتل''. وأطلق عدد من البرلمانيين المحافظين في كندا، نهاية الأسبوع الماضي، النار على وزير الفلاحة الكندي، حينما اتهموا الحكومة الكندية بالوقوف وراء تصدير كميات البطاطا الفاسدة إلى الجزائر. وحسب وسائل الإعلام الكندية التي نقلت الخبر، فإن هؤلاء البرلمانيين المعارضين وضعوا وزير الفلاحة في حرج، حينما كشفوا بأن ''الحكومة كانت على علم بأن كندا صدّرت للجزائر بطاطا فاسدة، ولم تتدخل لمنع عملية البيع''. وهو ما أكده خبراء في هذا المجال، أعلنوا بأن ''هذه المادة مصابة بمرض يسمى ''باكتيريال رينغ روت'' أو التعفّن البكتيري، وهو مرض خطير جدا وقاتل، يستدعي الحجز الفوري للشحنة المصابة به، وعزلها رفقة الباخرة التي كانت تحملها إلى الجزائر''. غير أن وزير الفلاحة الكندي الذي وجد نفسه في مأزق، لم يكذب هذه الاتهامات، واكتفى بالقول بأنه ''لا يمكن التسرّع في إصدار الأحكام، لأن مسألة كهذه تتطلب مزيدا من المعلومات''.