أرجعت السلطات الجزائرية خلال الأيام الأخيرة السفينة "قرين كونكورديا" أدراجها وعلى متنها حمولة البطاطا الكندية المصابة ببكتيربا، بعدما ثبت بان الشركة المصدرة قدمت وثائق صحية عن الشحنة غير التي أصدرتها الوكالة الكندية لمراقبة المواد الغذائية، وقد أفرغ 600 طن من أصل 3800 طن منها بميناء الجزائر. وقال راديو كندا الذي أورد الخبر بان الوكالة الكندية لمراقبة المواد الغذائية اعترفت بنفسها أن سبب رفض السلطات الجزائرية لشحنة البطاطا المصدرة من جزيرة الأمير إدوارد من قبل شركة "كنادين أغريكالتورال بروديوس إ ل سي" لصاحبتها الجزائرية شفيقة بوجليدة، كان تقديم وثائق صحية عن الشحنة "مخالفة لتلك التي أصدرتها الوكالة"، ما يجعل فرضية تقديم وثائق مزورة من قبل صاحبة الشركة للجمارك الجزائرية وارد جدا. وأرجع المصدر تحرك السلطات الجزائرية بإخضاع عينات من تلك البطاطا إلى فحوصات مخبرية عديدة ومتعددة، أثبتت نتائجها إصابة البطاطا بالعفن البكتيري، إلى الحملة التي شنتها الصحافة الجزائرية ضد البطاطا الفاسدة التي استوردها متعاملون جزائريون طيلة الصائفة الماضية من كندا، تزامنا مع بداية أزمة نفاذ هذا الخضار واسع الاستعمال من السوق، الشيء الذي استغله المتعاملون في هذا النوع من التجارة في استيراد أنواع جد رديئة وفاسدة بل منها ما ثبت انه تغذية أنعام لا يصلح حتى للاستهلاك البشري. و كان وزير التجارة الهاشمي جعبوب قد رد أمام البرلمان على مسائلة في الموضوع بإرجاع رداءة نوعية البطاطا إلى سوء تخزينها. وكانت السفينة "قرين كونكورديا" أقلعت نحو الجزائر في 17 أكتوبر الفارط وعلى متنها حمولة 3800 طن من بطاطا جزيرة الأمير إدوارد، بينها 300طن جلبتها شركة "كنادين أغريكالتورال بروديوس إ ل سي" من مقاطعة كيبيك، أقلعت قبل انتظار نتائج الفحوص الإضافية على عينات من تلك البطاطا طلبتها الوكالة الكندية لمراقبة المواد الغذائية، بعدما أثارت التحاليل الأولى شكا بوجود بكتيريا تنافي دفتر شروط السلطات الجزائرية، التي تتخذ إجراءات صارمة مع بكتيريا "رينغ روت" التي تنتقل من محصول زراعي إلى آخر. وكانت شفيقة بوجليدة صاحبة الشركة المؤسسة بموجب سجل تجاري كندي مؤرخ في مارس 2007، ومتخصصة في تصدير البذور وأعلاف الأنعام، قد بررت في اتصال هاتفي سابق مع "الشروق اليومي" موقف شركتها من هذه الصفقة "المشبوهة" بأنها تتعرض للضغط والعرقلة من طرف منافس كندي يريد طردها من السوق الكندية. وأكدت في تصريحاتها بأن البطاطا المصابة بالبكتيريا المذكورة لا تضر بصحة الإنسان، وقد عللت إقلاع السفينة محملة بالشحنة نحو الجزائر قبل انتظار النتائج النهائية لتحاليل مخابر الوكالة الكندية لمراقبة المواد الغذائية بأنها "تحصلت على نتائج من معهد آخر للأبحاث". وتقدر الكميات التي تم استيرادها منذ بداية أزمة البطاطا هذه السنة ب100 ألف طن حجزت السلطات منها 5500 طن على سبيل المثال بميناء مستغانم من بين 47 طن من البطاطا الفاسدة وغير صالحة للاستهلاك البشري تم حجزها بين جويلية ونوفمبر الجاري، ليبقى السؤال مطروحا حول مصير 600 طن من البطاطا الكندية التي تم إفراغها من سفينة "غرين كونكورديا" قبل أن تثور حولها الزوبعة التي أرغمت المسؤولين على إخضاع باقي الكمية إلى التحاليل البكتيرية وثبوت إصابتها، ما جعلها ترجع السفينة أدراجها بما تبقى على ظهرها من بطاطا كندية، اعترف مسؤولون كنديون أنفسهم حملها للبكتيريا التي ترفض الجزائر انتشارها في تربتها منذ قرون. غنية قمراوي اطبع هذه الموضوع عودة الى الخلف أغلق هذه الصفحة اضغط هنا لتحديث الصفحة