يكشف آخر شريط فيديو أصدره تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، وهو الشريط الذي تضمن مشاهد ولقطات لعملية إرهابية جرت قبل حوالي العام، في ضواحي مدينة ثنية الحد بولاية تيسمسيلت، واستهدفت خمسة عناصر من الحرس البلدي، كيف أن هذا التنظيم الإرهابي أصبح يستنجد بالعمليات القديمة المستوحاة من الأرشيف، لمواجهة الزلزال الذي ضرب في الصميم الإرهابي ''قاعدة الجزائر''، إثر سلسلة المراجعات ودعوات التوبة والاستسلام التي وجهها عدد غير قليل من الدعاة والعلماء، إلى جانب بعض كبار القياديين في التنظيم الإرهابي المذكور، من أمثال ''عبد الرزاق البارا'' و''أبو عبد البر''، ''أبو زكرياء'' وآخرون من الذين يتوقع أن يكون لتراجعهم عن ''الدعوة للجهاد'' بالغ الأثر والاستجابة من لدن ما تبقى من إرهابيين في الجبال. الشريط ''الجديد'' تضمن لقطات لكمين إرهابي، راح ضحيته خمسة شهداء من الحرس البلدي كانوا في دورية في منطقة واقعة بضواحي مدينة ثنية الحد، وبالتحديد على الحدود بين ولايتي عين الدفلى وتيسمسيلت، كما تضمن الشريط في بدايته لقطات لطفل لا يتعدى عمره 12 سنة، وبجانبه رشاش كلاشينكوف، أظهره شريط الفيديو على أنه أحد ''أطفال الجبل'' واسمه ''معاذ''. مكمن الإثارة في الشريط الذي لا يمكن تسميته بالجديد في سجل عمليات عصابات درودكال الإجرامية، هو أن العملية الإرهابية التي خلفت ارتقاء خمسة من عناصر الحرس البلدي إلى مصاف الشهداء، جرت وقائعها في سبتمبر من العام الماضي، وهو ما يعني أن المجموعات الإرهابية لجأت بعدما استنفذت ما لديها من خطط إجرامية وعمليات تقتيل وفقدت قوتها وقدرتها على تنفيذ أهدافها، إلى استظهار ''مخزون'' أشرطة العمليات الإرهابية من الأرشيف. وبخلاف ما جرت عليه العادة في الأشرطة التي تبثها ''قاعدة'' دروكدال حول عملياتها الدموية، فقد تعمد معدو الشريط هذه المرة، عدم إظهار تاريخ تنفيذ العملية الإرهابية ومكانها بالتحديد، مكتفين بالإشارة إلى أن الكمين الذي استهدف خمسة أعوان من الحرس البلدي جرى في ثنية الحد بولاية تيسمسيلت، على عكس ما تظهره الصور واللقطات، من أنه جرى في أحراش غابية ساعدت الإرهابيين على مباغتة أعوان الحرس البلدي والغدر بهم. وإن كان الشريط ''الجديد القديم'' الذي بثه تنظيم دروكدال أمس، مشابها من حيث المحتوى والمضمون للشريط الذي سبقه بعنوان ''حور العين''، من خلال تضمن كلاهما مشاهد عن عمليات قديمة، إلا أن وجه الاختلاف بين الشريطين، هو أن تنظيم دروكدال اختار هذه المرة، كأسلوب من أساليب التضليل والدعاية الكاذبة، منطقة أخرى غير منطقة القبائل، للدلالة على أن عمليات التنظيم الإرهابي غير منحصرة في منطقة واحدة، والزعم بأن عملياته تشمل كافة مناطق الوطن. غير أن الخطأ الذي وقع فيه معدو الشريط من محترفي التضليل في صفوف ''القاعدة''، هو أنهم أظهروا عملية انسحاب الإرهابيين من موقع الكمين، وهي العملية التي استغرقت قرابة 24 ساعة كاملة، قبل الوصول إلى منطقة كان يتواجد بها عدد آخر من الإرهابيين، ما يعني أن تنظيم دروكدال لا يتوفر على معاقل في تلك المنطقة، ولا حتى في المناطق المتاخمة لها، مثل جبل اللوح، وزكار، وجبال الظهرة وسلسلة جبال الونشريس.