نشرت مؤسسة ''الأندلس'' للإنتاج الإعلامي التنظيم الجديد، الذي عوض اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي، المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، أول شريط فيديو لها، وصفته ب'' هدية افتتاح مؤسسة الأندلس ''، تضمن تفاصيل 3 اعتداءات إرهابية بولاية تيزي وزو وثنية الحد بولاية تيسمسيلت. الشريط يستغرق حوالي 8 دقائق، لم يخرج عن تقاليد أشرطة الفيديو التي كانت تبثها اللجنة الإعلامية، لكن اللافت أن العمليات لم تحمل اسما كما جرت العادة، حيث درج التنظيم الإرهابي على إطلاق أسماء قادة الإرهابيين المقضى عليهم، إلى ذلك كانت الصور من نوعية رديئة وغير واضحة، و يرجح أنه تم التقاطها بواسطة جهاز هاتف نقال، كما كان الصوت رديئا و خافتا. وتم نقل مشاهد عن تفجير قنابل تقليدية، استهدفت دوريات للجيش بآغريب بتيزي وزو وثنية الحد بولاية تيسمسيلت، بعد غرس قنابل تقليدية الصنع بمسالك الدوريات، وهي أسهل الوسائل التي تنتهجها الجماعات الإرهابية عندما تكون في مرحلة ضعف، وتعاني من قلة العدد وتراجع القدرات العسكرية، مما يجعل قيادة التنظيم الإرهابي تتفادى المواجهة المباشرة. واستخدم الشريط حيلة؛ بتكرار صور الانفجار عدة مرات لإعطاء الانطباع أنها قنابل شديدة المفعول، خاصة وأن هذه الاعتداءات لم تخلف حصيلة ثقيلة. وكان الشريط قد استهل بنشر صور إرهابيين يحضرون لإعداد قنابل، وهي صور مأخوذة من أشرطة قديمة، مما يرجح أنه تم استخدام قنابل جاهزة في وقت سابق، ونقل صور إرهابيين يتنقلون سيرا على الأقدام، لايتعدى عددهم ستة إرهابيين، أحدهم كان مغطى الوجه ب''شاش''، وآخرون يرتدون ألبسة بالية ورثة، وتم تصوير شخص واحد يرتدي لباسا أسودا يضع قنبلة بثنية الحد بولاية تيسمسيلت، وكانت الصور غير واضحة وبعيدة، مأخوذة من هاتف نقال ، ما يكشف العدد المحدود للإرهابيين النشطين في الغرب، الذين يتنقلون باستمرار، وارتكب معدو الشريط أخطاء لغوية مثل ''ثنكنة'' بدل ثكنة، مما يعكس التسرع لنشر الشريط. ويرافق عرض الشريط؛ تساؤلات حول خلفية بث اعتداءات قديمة غير مرفوقة ب''غنائم'' أو صور جثث متفحمة، كما جرت العادة، مثلما أن الشريط لا يجيب على انشغالات العديد من منشطي المنتديات الجهادية القريبة من تنظيم ''القاعدة'' و الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الذين تساءلوا عن خلفيات التأخر في نشر أشرطة فيديو عن أخطر الاعتداءات التي جرت مؤخرا، قد يكون أبرزها مجزرة المنصورة بالبرج، التي استهدفت 18 دركيا، ومجزرة تيبازة التي خلفت مقتل 13 جنديا. واللافت أن الشريط الأخير ''الهدية''؛ أشار إلى اعتداءات وقعت بعد هذه المجازر، خاصة وأن الهدف الأساسي من عرض أشرطة الفيديو، هو رفع معنويات الإرهابيين، والتأكيد على مواصلة العمل الإرهابي وقوة التنظيم الإرهابي لإغراء الشباب للتجنيد، مما يطرح تساؤلات حول خلفية عدم نشر أشرطة فيديو عن هذه الاعتداءات التي أثارت صدى إعلامي، ورافقتها عملية سلب أسلحة، إضافة إلى سقوط عدد كبير من أفراد الجيش والدرك، من بينهم ضابط برتبة ملازم، اشتبك مع إرهابيين في كمين المنصورة، وهو ما كان ''سيخدم'' أهداف درودكال إعلاميا، أكثر من شريط سطحي يصور تفجير 3 قنابل تقليدية دون أدنى تفاصيل.