تكشف مشاهد شريط فيديو أرسله أحد "التائبين" من تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى "الشروق اليومي" عن النفوذ الكبير لتيار الهجرة والتكفير ضمن قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وقال "التائب" الذي يرجح أن يكون من ولاية تيزي وزو وسلم نفسه قبل أسابيع في رسالة قصيرة بعث بها إلى "الشروق اليومي" وأرفقها بالشريط الفيديو أنه يشعر "بجرم كبير" إزاء حادثة ذبح شنيعة راح ضحيتها مرسلي محمد السعيد عون المؤسسة العقابية بتيزي وزو وهي الجريمة التي شارك فيها من بعيد. وقال "التائب" في رسالته "أدعوا الله أن يغفر لي ذنبي لقد قتلنا مسلما وسفكنا دمه بغير حق" وأضاف "أرجوا من الله العلي القدير أن يغفر لي ذنبي وأن يهديني إلى الصراط المستقيم" وقال أنه يشعر بالندم ولم يعد يشعر براحة الضمير منذ حادثة قتل حارس المؤسسة العقابية بتيزي وزو. وتضمن الشريط الفيديو مشاهد لعملية ذبح وقطع رأس الضحية بطريقة بشعة قام بها أربعة مسلحين في حق مرسلي محمد السعيد الذي أعتقل عندما كان في حانة بتيغزيرت ولاية تيزي وزو وهي المشاهد التي منع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بثها في الشريط الذي وزع للتداول العام لاحقا على موقعه على الإنترنيت خوفا من ردود فعل غاضبة من الجزائريين ومن المسلمين في كافة أرجاء العالم على هذه الجريمة. ويظهر في المقطع الأخير من تسجيل الفيديو الذي يجري حاليا تداوله بين عناصر التنظيم المسلح لتحريضهم على الذبح، أحد الشباب وهو يحاول بشكل مثير للغاية في وسط غابة ذبح الفقيد مرسلي محمد السعيد الذي كان مقيد اليدين ومعصب العينين بحضور ثلاثة مسلحين آخرين كانوا يوفرون له الحماية!!. وبعد بث كامل شهادته حول عمله كحارس سجن تيزي وزو حيث كان قد بدأ عمله في هذه المؤسسة العقابية قبل 15 عاما والتي تناول فيها عمله وأيضا ظروف المؤسسات العقابية في الجزائر قام أحد المسلحين تحت صيحات "الله أكبر" برمي الضحية أرضا بالقوة وشرع في ذبحه بطريقة مثيرة قبل أن يقطع رقبة الضحية ويقوم بفصل رأس الفقيد عن جسده ويقوم بوضعه فوق الجثة وسط بركة من الدماء. وحاولت المجموعة المسلحة التي نفذت هذه الجريمة أن تمثل بالجثة بنفس الطريقة التي كان يعتمدها الزرقاوي مع الجنود الأمريكان في العراق. ويكشف الشريط الجديد الذي سربه هذا "التائب" إلى "الشروق اليومي" أن مسلحي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذين ينشطون حاليا بإسم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يتبنون نفس فتوى "الجماعة الإسلامية المسلحة" في فترة عنتر زوابري بخصوص تعميم الردة والتي تعتمد على مبدأ تفكير الشعب الجزائري وردته عن الإسلام. وقد تعمد تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" عدم نشر هذه المشاهد الشنيعة بسبب مخاوفه من ردود الفعل الغاضبة على ذبح الفقيد وأيضا لتجنب تحرك سكان منطقة القبائل ضد التنظيم المسلح الذي يتخذ من جبال هذه المناطق معقلا له. وتكشف هذه المشاهد البشعة حقيقة الانحراف داخل التنظيم المسلح وهو الانحراف الذي كان قد أدانه بشكل صريح الشيخ يوسف القرضاوي قبل أيام في رسالة مطولة وصف فيها فعل هؤلاء بممارسات الخوارج. وكانت أشرطة مماثلة بثها تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" في العراق قد أثارت غضب هيئات حقوق الإنسان في العالم ودانت بشدة هذه المشاهد غير أنه من غير المتوقع أن يكون للشريط الجديد في الجزائر أدنى أثر بالنظر إلى كون بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان لا يبدون نفس الاهتمام عندما يتعلق الأمر بالجزائريين ضحايا الاعتداءات الإرهابية حيث في الكثير من الأحيان تتدخل هذه الهيئات الأجنبية بوسائطها في الجزائر عبر بعض المحامين لحماية هؤلاء المسلحين من سلطة العدالة لتمكينهم من الإفلات من العقاب. أنيس رحماني