والسنن الحميدة التي يتميز بها وادي ميزاب بقراها السبع وارجلان، نظام "أرجال" أي تكريم التلاميذ الذين بلغوا سورة الرحمن، حيث يخصص لهم حفل بالمسجد ليكرموا في اليوم الموالي بإلباسهم لباسا أبيضا، ويجلسون في مجلس القرآن مع العزابة وحفظة القرآن، وتوزع عليهم الصدقات من خبز وطعام ولحم، أو ما يسمى ب"تنوبة". حفل أرجال نظم نهاية الأسبوع بمسجد بربورة العتيق ببريان، حضره أعضاء حلقة العزابة، التلاميذ وأولياؤهم، وجمع من المواطنين لتكريم التلاميذ الذين بلغوا سورة الرحمان وعددهم هذه السنة 134 تلميذ، والذين بلغوا سورة النمل بلغ عددهم 29 تلميذا. الأستاذ عبد الله بعوشي تناول الكلمة بالمناسبة مؤكدا على أهمية تدريس الأبناء القرآن وعلومه لأنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله، وضرورة العمل به واعتباره دستورا للبشرية حاثا الأولياء على ضرورة دفع أبنائهم لتعليم القرآن ما دامت كل الوسائل البشرية والمادية متوفرة لتحقيق ذلك. اليوم الموالي لحفل "أرجال" يتوجه الجميع إلى مقبرة المدينة في ساعات الفجر لتلاوة القرآن من بدايته إلى ختمه، والتضرع لله لتقبل صالح الأعمال. بعدها مباشرة يتوجه التلاميذ المكرمين إلى المسجد العتيق بحي بربورة لتلقي التكريمات. ويختتم الحفل في أجواء إيمانية بعد صلاة العصر دائما بالمسجد العتيق، حيث تتلى خواتم السور وتوزع الصدقات على عمار المسجد. للإشارة التلاميذ المكرمين أعمارهم تتراوح بين 9 و13 سنة. هذه العادة التي ضربت جذورها في أعماق التاريخ جعلت الأولياء يتسارعون لتحفيظ أبنائهم القرآن الكريم مند الصغر، والكل يتذكر تكريم وزير الشؤون الدينية السيد عبد الله غلام الله للبرعم الذي لا يتجاوز عمره تسع سنوات، إلياس بن عمر، في مهرجان الوفاء الذي نظم بمدينة القرارة مؤخرا والذي حفظ كتاب الله ودخل في حلقة ايروان، وهي الحلقة التي تتكون نواتها من حفظة كتاب الله.