من 400 سائق سيارة نقل حضري بمدينة البيض منذ يوم أمس في إضراب مفتوح عن العمل احتجاجا على ما أسموه بالانتشار الكثيف وغير المسبوق لسيارات الكلوندستان والتي بات أصحابها يزاحمونهم بشكل جدي وغير شرعي في المهنة الوحيدة التي توفر لهم ولأبنائهم لقمة العيش. وحسب المنسق الولائي لنقابة سيارات الأجرة بالمدينة الذي التقته النهار أمس فإن الوضعية بدأت تتفاقم منذ حوالي العام ورغم التأكيدات الكبيرة والمستمرة للمسؤولين المحليين خاصة مديرية النقل والأمن الولائي بالحد من الظاهرة فإن لا شيء تغير بل بالعكس فإن الظاهرة تفاقمت وأضاف بشيء من الحسرة بأنه يمكن التأكيد أن سيارات الكلوندستان التي تجوب المدينة أكثر بكثير من سيارات النقل الحضري. وهو ما يؤكد أن المصالح المعنية لم تأخذ الظاهرة بمحمل الجد كون أصحاب سيارات الكلوندستان لهم ثلاث مواقف على الأقل معروفة بالمدينة وتستطيع كل المصالح المعنية تحديدهم بسهولة، إلا أن لا شيء من ذلك حدث. المتحدث أضاف كذلك أن المواقع التي يجتمع فيها أصحاب سيارات الكلوندستان بل وحتى أسماءهم وترقيم سياراتهم تم تقديمه للمصالح المعنية خاصة اللجنة الولائية للنقل إلا أنها لم تحرك ساكنا. السائقون أكدوا أنهم ومن باب الإنسانية واحترام سكان المدينة سيوفرون الحد الأدنى من الخدمة طيلة أيام الإضراب المفتوح إلا أنهم أشاروا إلى أن مطالبهم يجب على الجهات المعنية أخذها بمحمل الجد وليس كالمرات الماضية. من جهتها النهار وفي اتصالها بأحد أصحاب سيارات الأجرة أشار إلى أن المشكل الذي يعاني منه سائقو سيارات الأجرة لا يعود إلى انتشار سيارات الكلوندستان بل إلى أن مداخيلهم تقلصت بفعل غلاء المعيشة وعزوف المواطنين على الركوب معهم وتفضيل حافلات النقل الحضري عليهم التي تم إدخال أكثر من 15 للخدمة في أقل من عام بمدينة لا تستطيع استيعاب هذا الكم الهائل من سيارات الأجرة وحافلات النقل، مع العلم أن تسعيرة الحافلات تقدر فقط ب 10 دنانير بينما سيارات الأجرة تسعيرتها تقدر ب 30 دج.