صرحت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة أن عقوبة الاعدام كانت تستعمل ضد الجزائريين ك" وسيلة حرب" من طرف فرنسا خلال الفترة الاستعمارية. و في تدخل لها خلال ندوة متبوعة بنقاش بمناسبة الذكرى ال53 لتنفيذ عقوبة الاعدام في حق الشهيدين أحمد زبانة و عبد القادر فراج من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية صرحت السيدة بن براهم أن عقوبة الاعدام المخصصة لكبار المجرمين و الموجودة منذ الأزل " قد استعملت في الجزائر من سنة 1832 الى 1962 كوسيلة حرب ضد الجزائريين الذين كانوا يطالبون بالحرية و الاستقلال". في هذا الصدد أوضحت المتدخلة أن السلطات الاستعمارية الفرنسية كثفت من اللجوء الى هذه العقوبة ضد الجزائريين بعد اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 عندما " أضحت المقاومة الشعبية ضد المحتل الفرنسي مقاومة وطنية و موحدة بقيادة جبهة التحرير الوطني" تقول المتحدثة. كما أردفت السيدة بن براهم تقول أن فرنسا الاستعمارية و في محاولة منها للتصدي للثورة لجأت الى الجهاز القضائي مضيفة أن هذا الوضع دفع بها الى انشاء هياكل قضائية جديدة على غرار المحكمة الدائمة للقوات المسلحة التي وصفتها ب " الة حقيقية للسحق" ب " وحشية لا مثيل لها*" . وقد ذكرت المتحدثة بأن أول قضية تناولتها هذه المحكمة كانت تلك الخاصة بأحمد زبانة الذي نفذت فيه عقوبة الاعدام فجر 19 جوان 1956 بالمقصلة بسجن سركاجي، من جهة أخرى صرحت السيدة بن براهم أن جنديين فرنسيين سابقين اعترفا في تصريحات أنهما قادا أشخاصا محكوم عليهم بالاعدام على متن شاحنات الى جنوب البلاد لتجرب فيهم اثار التجارب النووية التي كانت تقوم بها فرنسا. و اضافة الى عقوبات الاعدام التي أعلن عنها أشارت المتحدثة الى أن السلطات الاستعمارية الفرنسية لجأت أيضا الى ابتزازات أخرى ضد الجزائريين تأرجحت مابين الاغتبالات و التعذيب مضيفة أن مصير 000 80 ساكن بالجزائر العاصمة بقي مجهولا الى غاية اليوم، و يذكر أن هذه الندوة التي بادرت بها جمعية " مشعل الشهيد" كانت مناسبة لبعض قدماء المحكوم عليهم بالاعدام لتقديم شهاداتهم حول الظروف المأساوية لاحتجازهم و سير محاكتهم.