أشادت المحامية فاطمة بن براهم بالدور الكبير الذي لعبه محامو جبهة التحرير الوطني إبان ثورة التحرير المجيدة، والذين قالت إنهم واصلوا الكفاح في سبيل الوطن حتى في داخل السجون عند مرافعتهم لصالح المجاهدين المحكوم عيهم بالإعدام من قبل المحاكم العسكرية المؤقتة التي وضعها المستعمر الفرنسي آنذاك. وأكدت بن براهم في ندوة نشطتها أمس بمقر يومية "المجاهد" بمناسبة إحياء الذكرى 53 لإعدام الشهيدين أحمد زبانة وفراج، أن الجيش الاستعماري قد استعمل حكم الإعدام كوسيلة للحرب مشيرة إلى أن الفرنسيين كانوا أول من طبق حكم الإعدام في حق النساء، وذلك خلال فترة استعمارهم للجزائر، كما أشارت إلى أن العساكر الفرنسيين كانوا قد استغلوا السلطة التي منحتها لهم الحكومة الفرنسية في سنة 1957، من أجل تسليط أسوأ وسائل التعذيب والتنكيل ضد المساجين الجزائريين، وأعلنت أن 80 ألف ممن حكم عليهم بالإعدام خلال تلك الفترة لم يظهر لهم أي أثر ولم يعرف لحد الآن أسلوب إعدامهم. وفي إطار البحوث التي أجرتها على مستوى أرشيف العدالة الفرنسية، قالت بن براهم إنها قد نجحت في الحصول على ملف قضية نفي الشيخ المقراني إلى كاليدونيا الجديدة، حيث أوضحت أن سنة 1954 ذات أهمية قصوى بالنسبة للثورة الوطنية، معتبرة ما قام به الجيش الفرنسي في حق الشعب الجزائري "جريمة في حق شعب لا ذنب له سوى أنه يسعى إلى تحرير وطنه"، الأمر الذي أكده كل المجاهدين المحكوم عليهم بالإعدام الذين حضروا الندوة التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد، والذين قدموا شهادات حية عن التعذيب والتنكيل الذي عاشوه في السجون الفرنسية.