كشف اندرو هندرسون، سفير المملكة البريطانية المتحدةبالجزائر، عن طلب الجماعات الإرهابية لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشطة تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، الحصول على فدية نظير الإفراج عن الرعية البريطانية إيدن داير الذي تمت تصفيته نهاية شهر ماي المنصرم. وقال السفير في تصريح خص به ''النهار'' على هامش ملتقى دولي حول ممارسات الوساطة، نظم تحت إشراف وزارة العدل بفندق سفير مزفران بزرالدة، أن الجماعات الإرهابية طالبت في بادئ الأمر بإطلاق سراح منظر الجماعات الإرهابية الأردني أبو قتادة الفلسطيني، غير أن السلطات البريطانية رفضت الطلب جملة وتفصيلا، مضيفا أن رفض السلطات لمطلب الإفراج عن ''أبو قتادة'' جعل التنظيم يراجع مطلبه ويختار الحصول على فدية مالية لقاء الإفراج عن الرعية إيدن داير، وكان مبلغ الفدية في بادئ الأمر 10 ملايين دولار، ثم تراجع التنظيم الإرهابي وطالب بمبلغ 7 ملايين دولار، ثم تراجع المبلغ المطلوب الى 6 ملايين دولار، وأضاف السفير أن بريطانيا رفضت رفضا قاطعا التفاوض بهذا الشأن، موضحا أن قناعاتها واضحة وجلية بالنسبة للعالم أجمع وهي عدم تمكين العناصر الإرهابية من التفاوض مع الدول مهما كانت قيمة الخسارة كبيرة، ''لقد حاولوا التفاوض وطلب المال لكن الأمر غير مقبول بالنسبة لنا كدولة''. وقال السفير الذي كان يتحدث الى ''النهار'' بتأثر كبير إزاء ما جرى للرعية إيدن داير، أن السلطات البريطانية تدين بقوة ما حدث ل ''إيدن''، وتأسف لذلك، مشيرا الى أن الأمر كان حتميا ولم يكن بالإمكان تجنبه، على اعتبار أن مبادئ المملكة واضحة حيال هذه الأمور، وقال متأثرا ''لقد كان اغتيال إيدن أمرا تراجيديا، لكن لم يكن بالإمكان تجنبه، نحن نتضامن مع عائلة الضحية ونؤكد لهم أننا لن نتخلى عنهم''. وأوضح السفير بخصوص التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، أن لندن تعمل حاليا على تكثيف التعاون مع الجزائر لدحر بقايا الجماعات الإرهابية، حيث تسعى لتطوير سبل التعاون في هذا المجال. وكان التنظيم الإرهابي قد اختطف الرعية البريطانية شهر جانفي رفقة سواح آخرين من كندا، ألمانيا وسويسرا، وأطلق سراح بعضهم مقابل دفع فدية قدرت ب 5 ملايين أورو، علاوة على الإفراج عن 4 إرهابيين من بينهم الإرهابي مرداسي، في حين مازالت رعية سويسرية رهينة لدى التنظيم، بالمقابل تمت تصفية الرعية البريطانية رميا بالرصاص في 31 ماي المنصرم بعد أن رفضت السلطات البريطانية التفاوض بشأن إطلاق سراح ''أبو قتادة''، وهو المطلب الذي أعلن عنه التنظيم الإرهابي، في وقت تفادى ذكر مطلب الفدية، ولعب على وتر محاربة الصليبية، ويأتي تصريح سفير بريطانيا بالجزائر ليؤكد ما تناولته ''النهار'' حول محاولة التنظيم اللعب على مطلب إطلاق سراح ''أبو قتادة'' بهدف التوصل الى مطلب الفدية، للحصول على تمويل بعد جففت مصالح الأمن مصادر الدعم والإسناد التي تعتبر القاعدة الخلفية للعناصر الإرهابية، حيث ذكرت مصادر متتبعة للملف ل ''النهار''، أن التنظيم الإرهابي لجأ إلى خطوة تصفية الرعية إيدن داير، بعد أن رفضت بريطانيا مقايضته بالمال ودفع فدية نظير الإفراج عنه، وأضافت المصادر أن بريطانيا كانت قد رفضت أيضا التفاوض بشأن أبو قتادة، وهو ما جعل التنظيم يكتفي بمطلب دفع الفدية، غير أن السلطات البريطانية لم ترضخ للمطلبين على حد السواء، وهو ما أجج سخط التنظيم الذي كان يتوصل في كل مرة يختطف فيها الأجانب إلى جني ملايين الدولارات، وهو ما لم ينجح مع السلطات البريطانية التي تمسكت بمبدئها المتعلق بعدم التفاوض مع الإرهاب مهما كانت الأسباب.