أعلن التنظيم الإرهابي لما يسمى ب''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' النشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، عن تنفيذه تهديد تصفية الرعية البريطاني إيدن داير، المحتجز لديها منذ شهر جانفي المنصرم، بعد مرور يوم واحد عن انتهاء المهلة الثانية التي قدمها التنظيم الإرهابي لبريطانيا للإفراج عن منظر ''الجيا'' أبو قتادة الفلسطيني، مقابل الإفراج عن رعيتها. قال التنظيم في بيان تناقلته المواقع قريبة من ''القاعدة''، أن قرار التصفية تم بتاريخ 31 ماي المنصرم في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، وقد تم ذلك رميا بالرصاص، بعد أن رفضت السلطات البريطانية الاستجابة لمطلب دفع مبلغ من المال لقادة التنظيم الإرهابي. علما أن التنظيم المسلح كان أعلن رسميا أن الإفراج سيكون مقابل تحرير منظر ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' أبو قتادة الفلسطيني المقيم في لندن. وذكرت مصادر متتبعة للملف، أن التنظيم الإرهابي لجأ إلى خطوة تصفية الرعية إيدن داير، بعد أن رفضت بريطانيا مقايضته بالمال ودفع فدية نظير الإفراج عنه، وأضافت المصادر أن بريطانيا كانت قد رفضت أيضا التفاوض بشأن أبو قتادة، وهو ما جعل التنظيم يكتفي بمطلب دفع الفدية، غير أن السلطات البريطانية لم ترضخ للمطلبين على حد السواء، وهو ما أجج سخط التنظيم الذي كان يتوصل في كل مرة يختطف فيها الأجانب إلى جني ملايين الدولارات، وهو ما لم ينجح مع السلطات البريطانية التي تمسكت بمبدئها المتعلق بعدم التفاوض مع الإرهاب مهما كانت الأسباب. ويرى متتبعون للشأن الأمني أن فشل التنظيم الإرهابي في التفاوض بخصوص أبو قتادة ولجوئه إلى مقايضته بمطلب دفع الفدية حتم عليه منح لندن مهلة ثانية، في سبيل تسديد مبلغ الفدية التي لم تفصح مصادرنا عن قيمتها، غير أن لندن رفضت التفاوض بشأن الفدية ما استدعى تنفيذ التهديد وهو ما أكدته رئيس الوزراء البريطاني في تصريح له عقب تصفية إيدن داير، حيث قال أن بريطانيا تبقى متمسكة بعدم التفاوض مع الإرهابيين وترفض تقديم أي فديات لقاء إطلاق سراح رعاياها. التنظيم الإرهابي كشف تواطؤ عواصم غربية معه لعب على ورقة الحرب ضد الصليب..بسبب غياب الجنيه الإسترليني يعزو متتبعون للشأن الأمني إقدام التنظيم الإرهابي على خطوة تصفية إيدن داير، التي نفذها حمادو عبادة المدعو ''عبدالحميد أبو زيد'' المعروف بهمجيته وتعطشه للإجرام، إلى الرغبة في كسب متعاطفين جدد، من خلال إيهامهم بأن أعماله كلها تصب في منحى محاربة الصليبيين والصهاينة في المنطقة العربية، وهو الطعم الذي دأب التنظيم على استغلاله في كل مرة لتجنيد مسلحين جدد، خاصة في بداية عملياته الإرهابية التي أكسبها الشرعية بسبب هذا الغطاء. ويستبعد متتبعون للملف الأمني تأثير هذه الخطوة في أي متعاطف مهما كانت قناعته، على اعتبار أن هذه العمليات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي لما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال أدخله علماء الأمة في خانة الإساءة للإسلام والمسلمين، كما أدان رجال الدين بمختلف توجهاتهم، كل العمليات الإرهابية التي يقوم بها التنظيم مع المسلمين وغيرهم، واصفين عملياته بغير الشرعية. من جانب آخر، لم يذكر بيان التنظيم الإرهابي شيئا بخصوص الرعية السويسرية وورنر قرينر، الذي تم اختطافه رفقة داير الذي تحتجزه مجموعة أبو زيد شمال مالي. وحسب مهتمين بالشأن الأمني، فإن التنظيم الإرهابي بلجوئه إلى قتل الرعية البريطاني يكون قد كشف حقيقة عمليات الإفراج عن السياح الأوربيين الذين تم إخلاء سبيلهم قبل أشهر، وهي المعلومات التي كان أوردها في السابق الرجل القوي في تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' عبد الرزاق البارا الذي قال أن كل الفاعلين في منطقة الساحل ينتفعون من عمليات الاختطاف ويتقاسمون أموال الفدية سواء الحكومة المالية، التوارق العرب وأيضا التنظيم الإرهابي الذي يحولها، إلى جانب ضمان شراء الأسلحة واستغلالها في العمليات التي ينفذها بالمنطقة بالتعاون مع عصابات التهريب وقطاع الطرق. أدانت إعدام رعيتها ووصفت العمل بالإرهابي البربري بريطانيا تؤكد تمسكها برفض التفاوض مع الإرهاب ومطلب دفع فديات أدان غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني تصفية الرعية إيدن داير من قبل التنظيم الإرهابي لما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، واصفا العملية بالعمل الإرهابي الهمجي، وقال ''لدينا أسباب قوية تدعو إلى الاعتقاد أن خلية تابعة للقاعدة في مالي قتلت المواطن البريطاني إيدن داير''، وشدد براون على أن ''هذه المأساة تعزز التزامنا بمكافحة الإرهاب وعزمنا على رفض مطالب الإرهابيين ودفع فديات''، وقال براون ''أريد أن يعلم الذين يريدون استخدام الإرهاب ضد المواطنين البريطانيين أننا نحن وحلفاؤنا سنطاردهم دون هوادة وأنهم سيحالون على القضاء كما يستحقون''. وقد أعربت السلطات السويسرية عن صدمتها بعد ورود خبر تصفية الرعية البريطانية، وقالت أن هذا العمل الهمجي لن يعرقل المساعي الكثيفة التي تبذلها بون في سبيل الإفراج عن الرهينة السويسري الذي ما زال محتجزا.وقد طلب التنظيم من لندن الإفراج عن منظر ''الجيا'' أبو قتادة الفلسطيني الذي تعتبره السلطات البريطانية من عناصر ''لندنستان'' الحركة الإرهابية في العاصمة البريطانية، ثم طالب بفدية مقابل الإفراج عن الرعية البريطانية غير أن لندن تمسكت بمبدأ عدم التفاوض مع الإرهاب، حيث تعتبر بريطانيا الدولة الوحيدة التي ترفض تمويل الإرهاب، حتى وان تعلق الأمر بحياة أحد رعاياها، خاصة وأن لندن تعلمت من تجربة حركة ''إيرا'' الانفصالية لا تدفع بحكم تقاليدها أموالا للتنظيمات الإرهابية. بحكم معرفتها بثقافة الأجهزة الأمنية البريطانية في التعامل مع الإرهاب ''النهار'' كشفت قبل شهر بأن بريطانيا لن تدفع جنيها واحدا كانت ''النهار'' قد أكدت قبل شهر أن السلطات البريطانية لن تتنازل عن تمسكها بفكرة عدم التفاوض مع الإرهاب، وهو القرار الذي جاء عكس كل التوقعات في ظل استجابة كل الدول الغربية التي لديها رهائن لدى التنظيم الإرهابي وتسديد الفديات لقاء الإفراج عنهم، حيث رضخت العديد من العواصم لطلبات هذا التنظيم، وقدمت أموال طائلة له، ليستغلها في شراء الأسلحة التي تستغل عادة لتقتيل الجزائريين باعتبارهم المتضرر الأول من نشاطات التنظيم الإرهابي. وبالمقابل، سعى حلف الشيطان المتمثل في مالي، النيجر، ليبيا وبوركينافاسو، لتأمين التنظيم بالمنطقة ومنحه الحماية الكاملة في التنقل والنشاط عبر إقليم الساحل الصحراوي، بعد أن وجدت في الفديات التي تدفعها الدول الأوروبية مغنما سهلا، تتقاسمه مع التنظيم الإرهابي، الذي اتضحت معالم أهدافه والمتمثلة في الجني السريع للأموال، وأزاحت عنه غطاء الدين الذي كان يتحجج به في تنفيذ عملياته الإجرامية، بعد أن أكد متتبعون لنشاطه، صلته الوثيقة بعصابات التهريب، والاختطاف لقاء الحصول على الأموال. أبو زيد يرفض الاستجابة لطلب ''البارا''لأنه لم يحصل على المال قال الوسيط المالي الذي تكفل بعمليات التفاوض بين السلطات البريطانية والتنظيم الإرهابي لما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، ان عملية إعدام الرعية البريطانية إيدن داير نفذها الإرهابي حمادو عبادة المدعو عبد الحميد أبو زيد الذي وصفه بأنه ''عنيف وفظ''. وقد وجه عبد الرزاق البارا واسمه الحقيقي عماري صايفي مؤخرا دعوة لكل من ''أبو زيد'' ومختار بلمختار والتي مفادها العدول عن اختطاف الأجانب لأنه يمس بسمعة الإسلام والمسلمين، حيث أكد أنه سبقهم في تلك العمليات وندم عليها، وعلى الرغم من ذلك إلا أن ''أبو زيد'' لم يستجب لذلك، بل وتعداه الى تصفية رعية لأن سلطاته رفضت دفع فدية نظير الإفراج عنه، وهو ما يؤكد مرة أخرى خروج التنظيم عن نهجه السلفي وتبنيه نهج الخوارج والمرتزقة وقطاع الطرق الراغبين في الكسب السريع، والتمويل السهل لضمان البقاء. وقد انخرط أبو زيد في العمل الإرهابي مبكرا، حيث اختار بيتا مهجورا يقع بحي السلام بالزاوية العابدية لإيواء مجموعته الإرهابية التي كان يقودها الإرهابي كساب الذي قضت عليه قوات الأمن سنة 1994 بتڤرت، عقب اغتياله لأحد أفراد الشرطة والاستيلاء على سلاحه. كما يعتبر مساعدا سابقا لعبد الرزاق البارا أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا في منطقة الجنوب الجزائري، الذي عرف بعمليات الاختطاف التي جعل من منطقة الصحراء مرتعا لها. يذكر أن حمادو عبادة المعروف بعبد الحميد أبو زيد شارك في العديد من العمليات الإرهابية في مناطق الوادي، تبسة، ورڤلة، غرداية وجنوب الصحراء، من بينها الاعتداء على مطار جانت أواخر السنة الماضية ومقتل أفراد حرس الحدود التابعين لثكنة قمار بالوادي، إضافة إلى عمليات أخرى ساهمت في بروز اسمه كواحد من الأمراء الذين يعول عليهم التنظيم الإرهابي لفتح جبهة للعمل المسلح في الصحراء الكبرى، عرف بعمليات الاختطاف، وكان خلال سنة 2003 قد هدد تصفية 40 رعية أوروبية في حال تدخل الجيش، وهم الرعايا الذين تم اختطافهم من قبل عبد الرزاق البارا في الصحراء، وقد أصبح حمادو عبيد اليوم مليونيرا بعد حصوله على 3 ملايين أورو مقابل الإفراج عن السائحين النمساويين، إلى جانب تلقيه 5 مليون مقابل الإفراج عن الرعايا الأوروبيين والكنديين المفرج عنهم مؤخرا. الملفات المرفقة : بيان الجماعة السلفية . http://www.ennaharonline.com/ar/pdf/2009/21.jpg http://www.ennaharonline.com/ar/pdf/2009/20.jpg