أفادت مصادر مطلعة ل''النهار''، أن مصالح الأمن الخاصة، تمكنت قبل أيام من تفكيك خلية دعم تنشط بمنطقة الوسط، متكونة من ثلاثة أشخاص ينحدرون من مناطق مختلفة بالجهة الشرقية لولاية بومرداس، والتي كانت توفر للجماعات الإرهابية شرائح الهاتف النقال قصد استعمالها في اتصلاتها للحصول على المعلومات المطلوبة حول تحركات مصالح الأمن والجيش وكذا الإستعانة بها في تفجير القنابل المتحكم فيها عن بعد، بتقنية النقال وحتى العمليات الإنتحارية. وحسب مصادرنا، فإن العملية جاءت بعد ورود معلومات لمصالح الأمن، تؤكد تورط أفراد الشبكة في دعم وإسناد الإرهاب، والتي تم توقيف متورطين فيها، فيما لا يزال المتورط الثالث في حالة فرار، بعدما صدر في حقه مذكرة توقيف. وهي الشبكة التي يترأسها إرهابي تائب ينحدر من بلدية برج منايل شرق الولاية، والذي كانت له - حسب اعترافاته- إتصالات مباشرة مع جماعات إرهابية للمدعو دروكدال، كما كانت له علاقة مباشرة بمساعده المتورط الثاني من بلدية سيدي داود بنفس الولاية، والذي كان يوفر له شرائح الهاتف النقال، حيث تمكنت مصالح الأمن بعد اقتحام منزله من العثور على 17 نسخة طبق الأصل من هويات المواطنين التي كان يستعملها في اقتناء شرائح الهاتف النقال. ومن معلومات أولية مستقاة من اعترافات ضمن مجريات التحقيق، فإن المتورط الثاني وهو مساعد رئيس الخلية النائمة، له سوابق قضائية في المجال، وشقيق ينشط ضمن إحدى سريات الجماعات الإرهابية الناشطة بولاية بومرداس، في حين، كشف المتهم عن الخطة التي يتبعها، حيث كان يوهم بعض المواطنين من معارفه وأبناء قريته بتسليمه صورا طبق الأصل من هويتهم لغرض الإستعانة بها في استخراج بعض الوثائق الإدارية التي تتطلب شهادة شخصين، وهي الحيلة التي مكّنته من تحصيل عشرات الصور عن هوية المواطنين، وبالتالي، استغلالها في شراء شرائح الهاتف النقال بأسمائهم الخاصة. وحسب اعترافات المتهم، فإن عمله كان ينحصر فقط في توفير هذه الشرائح وتسليمها لرئيس الخلية الذي يوصلها بدوره مباشرة إلى الجماعات الإرهابية المنظوية تحت إمارة ''دروكدال''. وقد سبق حسب مصادرنا- أن أقدمت الجماعات الإرهابية على تنفيد عديد الكمائن والاستهدافات بولاية بومرداس، خاصة بواسطة الإستعانة بهذه الشرائح المسلمة من طرف خلية الدعم المفككة، كما أنه تم خلال التحقيق توجيه عدة تهم للأشخاص المسجلة بأسمائهم تلك الشرائح. للإشارة فإن التحقيق لا يزال جاريا مع المتورطين الموقوفين اللذان لم يتم الكشف عن هويتهما بعد لدواعٍ متعلقة بسيرورة التحقيق، وهو ما من شأنه كشف خيوط خلايا الدعم النائمة بمنطقة الوسط. ليتم إحالة القضية على القضاء بتهم دعم وإسناد الإرهاب والإنخراط في جماعة إرهابية.