بعد الإعلان عن الحالات الأربع لإصابة جزائريين بفيروس ''آيتش 1 آن 1''، شرعت ''النهار'' في عملية البحث عن عناوين عائلات المصابين بهذا الفيروس الذي يعرف بأنفلونزا الخنازير، ولم يكن هذا بالأمر الهين، حيث أحيطت عناوين العائلات بسرية تامة، ولكن في نهاية المطاف توصلنا لمعرفة عناوينهم وزرناهم وكان لنا معهم هذا الحديث. المصابة قريبة البروفيسور إلياس زرهوني قصدنا مسكن عائلة زرهوني في أحد الأحياء الراقية بحي الينابيع ببئر مراد رايس دون أن نعرف أي تفاصيل عنهم، وصلنا إلى المسكن وهو فيلا فاخرة من طابقين قرعنا الجرس وكشفنا عن هويتنا ففتح لنا والد المصابة بالفيروس السيد الحاج زرهوني وهو مهندس متقاعد، حيث رفض في بداية الحديث الكلام عن التفاصيل لكننا أقنعناه أننا نريد فقط معرفة كيف تعايش عائلة السيدة زرهوني هذا الوضع، فأجابنا الوالد أن ابنته ذات الأربعين ربيعا قد قدمت من مكان إقامتها بميامي عاصمة ولاية فلوريدا الأمريكية رفقة ابنيها في عطلة إلى الجزائر الأربعاء الفارط، في الوقت الذي كان والداها بالولاياتالمتحدةالأمريكية وكانت بصحة جيدة، وبعد يومين من وصولها للجزائر أخذت أعراض الأنفلونزا تظهر عليها، وفي اليوم الثالث، يوم الجمعة، وصل الوالدان ووجدا البنت وابنها ''ريان'' 9 سنوات على هذا الوضع فاتصل مباشرة بالخط الأخضر الذي وضع للتكفل بمثل هذه الحالات، حيث يقول الحاج ''لقد قدم لي بالمطار قسيمة تطلب منا الاتصال برقم أخضر للإبلاغ بأي عرض بعد 72 ساعة من الوصول، وهو ما قمت به''. وأكد السيد زرهوني أن الفريق الطبي تفاعل مع الوضع بكل احترافية وطلب منه عدم مغادرة المنزل وأنهم سيتكفلون بالوضع، غير أن خوفه جعله يفضل التكفل بنقل المصابين بسيارته إلى مركز القطار، أين تكفل الفريق بتقديم العلاج لكل أفراد العائلة وفيما بعد قدمت العلاج لكل من كان له اتصال مباشر بالسيدة وابنها من الجيران والعائلة والأصدقاء. وكشفت مصادر من محيط العائلة أن المصابة قريبة العالم البيولوجي إلياس زرهوني رئيس المعاهد الوطنية الصحية ''الولاياتالمتحدة'' بالولاياتالمتحدةالأمريكية، أما والد السيدة فقد أكد أن أطباء أمريكيون أكدوا أن ابنته تأخذ العلاج المناسب بعد أن أبلغهم بطبيعة العلاج وهو ما طمأن العائلة. المصابة رفضت العلاج بفرنسا وتثق في الطب الجزائري عند حديثنا مع والدة السيدة زرهوني المصابة بالفيروس، أكدت لنا العائلة أنها على اتصال مستمر مع ابنتها وحفيدها الذي اتصل بها عبر الهاتف عند تواجدنا بمنزل العائلة وطلب منها علامة خاصة من الحليب لأن الحليب الذي قدم له بالمستشفى لم يعجبه كونه ألف نوعا خاصا من الحليب بالولاياتالمتحدة، وكان يبدو على الصبي أنه في حالة جيدة. وبمجرد إغلاق الخط قالت لنا الجدة أن ابنتها وحفيدها سعيدين بالطريقة المحترفة التي يتعامل بها الفريق الطبي الجزائري، حيث كشفت لنا أن الجدة عرضت نقل المصابين للعلاج بفرنسا، غير أن ابنتها عارضت الفكرة وانزعجت قائلة أنها تثق كثيرا في الطب الجزائري، أما الوالد فقد تفاجأ بالمستوى الجيد للرعاية الصحية التي قدمت ومدى متابعة الوضع الصحي لابنته وحفيده. المعنويات عالية والمصابان سيغادران المستشفى قبل الأحد كشف السيد، حاج زرهوني، والد السيدة المصابة بالفيروس ''آيتش 1 آن 1''، أن معنويات العائلة مرتفعة جدا وأن أفرادها متأكدون بأن ابنتهم وصبيها بين أياد آمنة وخبيرة ومتحكمة بالوضع الصحي للمصابين بالفيروس، فيما نفى علمه بمكان تعرض ابنته للعدوى بالولاياتالمتحدة أو بمطار فرانكفورت، حيث حطت قبل دخولها للجزائر قائلا إن المطارات مليئة بالآلاف من المسافرين ويمكن التعرض للفيروس، خاصة وأنها عائلة تحب السفر، في حين أكد لنا أنه قام ببحوث حول المرض واقتنع بأن الأمور ليست بنفس درجة الخطورة التي كان عليها المرض عند اكتشافه، حيث تتوفر العائلة على ثقافة صحية جيدة، وقال أن الأطباء أكدوا له مغادرة ابنته وصبيها للمستشفى قبل الأحد المقبل وأضاف أنه مرتاح البال، خاصة وأن ابنته ليست مستعجلة لمغادرة المستشفى كونها تريد التخلص من هذا الفيروس اللعين. أما ابن السيدة المصابة ''أمين'' فرغم صغر سنه فقد أخبرنا ببراءة وبلغة إنجليزية بسيطة أن والدته وشقيقه ريان بالمستشفى لأنهما مصابين بالأنفلونزا. الجيران غير قلقين من العدوى بعد مغادرتنا لمسكن عائلة زرهوني ارتأينا الحديث مع بعض الجيران فتوقفنا عند السيدة رتيبة، وهي أستاذة جامعية وتعرف العائلة جيدا، قالت أنها علمت بمرض جارتها عبر الصحافة وتأسفت كثيرا لتعرضها للفيروس لكنها أكدت لنا أنها لا تخشى من المرض كون حال المريضة قد تحسنت، خاصة أنها لم تكن على اتصال مع العائلة التي تحظى باحترام الجميع بالحي، خاصة والد السيدة الذي يعد أحد أصدقاء زوجها والذي يزوره أحيانا، أما كنتها فقالت أنه من حسن حظ الجزائر أن المصابة لا تسكن في حي شعبي وإلا لكانت العدوى ستنتقل بسهولة، وستمس المئات من السكان، ثم أردفت قائلة ''إن السيدة المصابة لا تغادر البيت كثيرا، مما لا يدع مجالا للقلق''. أما كل من ''فؤاد'' و''أمين''، وهما عاملان بإحدى المؤسسات بالحي، فقد أكدا أنهما سيأخذان عطلة في حال تسجيل حالات أخرى حتى يتجنبا خطر الإصابة بالعدوى. سامي سي يوسف 53مركزا صحيا على المستوى الوطني لاستقبال المشتبه في إصابتهم بالداء نتائج سلبية للحالتين المشتبه في إصابتهما بأنفلونزا الخنازير بقسنطينة ووهران أفادت مصادر مؤكدة من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أنه تم تسجيل حالتين يشتبه في إصابتهما في أنفلونزا الخنازير أول أمس، بولايتي وهران وقسنطينة، وقالت المراجع أن الحالة الثالثة التي تم تسجيلها كانت بقسنطينة لجزائري قدم من كندا، أما الرابعة فهي لجزائري كان يؤدي مناسك العمرة بالمملكة العربية السعودية، لوحظ عليهما أعراض المرض فالتحقا بالقطاعات الصحية المتواجدة على مستوى الولايات التي يقطنون بها. وحسب مراجعنا، فإنه تم أخد عينة عن الحالتين بهدف إجراء التحاليل اللازمة على مستوى مخبر باستور بالعاصمة، وتم الإبقاء على الحالتين في المصالح المختصة، وقد ظهرت النتائج أمس، بعد منتصف النهار. حيث كانت سلبية، وقد تم تسجيل أول حالة بالجزائر في 18 جوان الجاري، وهي لجزائرية قدمت من الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر ألمانيا، بتاريخ 16 جوان، رفقة ابنيها ''7 و9'' سنوات، على متن رحلة لشركة لوفتنزا من مياميبالولاياتالمتحدةالأمريكية، باتجاه فرانكفورت الألمانية ثم إلى الجزائر مباشرة، لتأكد بعد يومين من تأكيد إصابتها أن ابنها عمار البالغ من العمر 9 سنوات، انتقلت له عدوى فيروس ''ايتش 1 ان 1''، وقد تم توجيههما إلى مصلحة المراجعة بمستشفى القطار، حيث يتلقون العلاج. ولمواجهة الداء، أعلنت وزارة الصحة عن اعتماد 53 مركزا صحيا، للقيام بالتحاليل الأولية وذلك على مستوى كل القطاعات الصحية بالولايات ال 48، إضافة إلى 5 مستشفيات جامعية، اثنان منها بالعاصمة وواحد بقسنطينة والآخر بوهران، حيث تم تخصيص مصالح للتكفل بالوباء مع تشكيل فريق طبي متخصص للتكفل بالحالات الوافدة إلى المصلحة والتي يشتبه في إصابتها بالداء، أين يتم إجراء التحاليل الأولية وإرسالها الى معهد باستور للتأكد مما إذا كانت ايجابية أو سلبية، وقبل ظهور نتائج تحاليل مركز باستور، يتم الإبقاء على الحالة المشتبه فيها بالمصلحة وعزلها عن العالم الخارجي، خشية انتقال العدوى إلى المحيط القريب من المصاب، إلى حين ظهور نتائج التحاليل التي تتم على مستوى مخبر معهد باستور. دليلة. ب