دائرة بوقيرات ببلدياتها الأربع من عدة مشاريع متعلقة بتوفير الماء الشروب، إلا أن الحال عكس ذلك تماما بدوار الزاويا الواقع على بعد 06 كلم عن مقر البلدية، فسكان هذه المنطقة محرومون من رؤية الماء في حنفياتهم التي شحت وجفت منذ أكثر من شهر بعدما كانت تجود عليهم ببعض القطرات على فترات متباعدة، وقد ذاق السكان ذرعا خاصة وأننا في فصل الصيف أين يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية، مما جعلهم يوجهون شكوى إلى السلطات المحلية والولائية تسلمت "النهار" نسخة منها، طالبوا من خلالها بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم. وحسب ذات الرسالة، فإن السبب الرئيسي يعود إلى الإيصالات غير الشرعية والعشوائية لقاطني الدوار المحاذي، والذين يستخدمون الأنبوب الرئيسي في سقي أراضيهم رغم تدخلات فرقة الدرك الوطني، لكن غياب الإجراءات الردعية جعل من ريما تعود دائما لعادتها القديمة، مشيرين في نفس الوقت أنهم استفادوا في فترة سابقة من مشروع خزان إلا أن أطرافا معينة حولته إلى دوار آخر، وهم اليوم مجبرون على اقتناء صهاريج المياه باستمرار ب 500 دينار، مما أثقل كاهل متوسطي الدخل منهم فما بالك بالذين لا يملكون أي دخل. ولا تنحصر مشاكل هذا الدوار في الماء الشروب فقط، بل تتعداها إلى اهتراء الطريق الذي يعود للحقبة الاستعمارية والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وكذا إقصائهم من السكنات، ولم يشفع للمنطقة تاريخها الثوري في إيواء المجاهدين وعابري السبيل والإصلاح بين المتخاصمين بشهادة الجميع، ويتخرج من مدرستها القرآنية سنويا عدة طلبة من مختلف الولايات، وقد زارها السنة الفارطة رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم وتعاقب بعده خمسة وزراء، وقفوا كلهم على دورها الريادي كزاوية لكن دون أن يلتفت أي مسؤول لواقعها اليومي في ظل تفاقم النقائص والمعاناة التي أصبحت روتينا يتجرعه أحفاد جيل من العلماء.