الحوادث بولاية، ارتفاعا مذهلا نتيجة عدة عوامل، لعل أهمها وحسب محاضر الضبطية القضائية ومصالح الدرك الوطني، إلى السرعة المفرطة والسياقة في حالة سكر، إلا أن أهم خطر وحسب المختصين يبقى عامل رداءة بعض الطرق، التي لاتبعث على الارتياح نتيجة المنعرجات ونقاط الموت التي ما فتئت تحصد أرواح الأبرياء في صمت، وخاصة بالجهة الجنوبية بالضبط بالطريق الجنوبي الجلفة تڤرت في شطره الرابط بين مسعد وقطارة، نتيجة المنعرجات وأكوام الحجارة المتواجدة على حواف الطريق، التي تتسبب في ازهاق أرواح المسافرين، في حين رداءة الانجاز المتبعة في الطرق في ظل غياب الدراسات والمتابعة، تبقى تشكل جانبا آخرا من المسببات التي تؤزم الوضع، وقد سجلت مصالح الحماية المدنية بالجلفة خلال شهري مارس وأفريل، أزيد من 80حادثا أسفرت عن مقتل 26 شخصا وإصابة 164 راكبا بجروح متفاوتة الخطورة، في حين سببت هذه الحوادث إعاقات لأكثر من 30 شخصا من كلا الجنسين، منهم ثلاثة أطفال، بينما لايزال العديد من ضحايا إرهاب الطرقات يخضع للفحوصات والتحاليل الطبية، نتيجة الأضرار والصدمات النفسية التي تعرضوا لها خلال الشهرين الماضيين، في حين علمت "النهار" أن مصالح الحماية المدنية، تنوي تدعيم وحداتها بمراكز تدخل وعبر نقاط الموت المعروفة بالولاية، على غرار البويقلة بطريق قطارة وأم الخشب بين سلمانة وأم العظام والمقيد بين سد رحال ودلدول وطريق بوسعادة والجلفة، على امتداد دار الشيوخ والمليليحة وطريق الشارف والادريسية، التي تغطي الدويس القديد باتجاه زمالة الأمير عبد القادر بولاية تيارت، وبن يعقوب والمداشر والأرياف والتجمعات السكانية القريبة من الطرق الغربية والشرقية لعاصمة الولاية الجلفة، بالإضافة إلى محور بحبح وعين وسارة وبين الادريسية وآفلو بولاية الأغواط أو الجهة الغربية المؤدية إلى عاصمة الولاية الأغواط، وهو ما من شأنه تقريب الخدمات للطرق، ويظل أعوان مصالح الحماية المدنية يكابدون عناء التنقل لأزيد من 200 كم في بعض الأحيان، لأجل إسعاف ونجدة المتضررين من إرهاب الطرق، ناهيك عن الحرائق التي زادت حدتها في فصل الصيف، وجعلت مصالح الحماية المدينة رفقة المصالح الأمنية، في حالة تأهب قصوى، حيث سجلت ذات المصالح أزيد من 50 تدخلا وعديد الخسائر المعتبرة في المحاصيل الزراعية