يقول المثل الشائع ''الوزير وزير يا لو كان يلبس شكارة''، لكن ذلك لا يعني أن يكون مسؤولونا بهندام غير مرتب أو غير مساير للعصر، لأنه سيؤثر حتما على معنوياتهم ونظرة البقية لهم، خاصة في الوقت الحالي الذي أصبحت المظاهر والشكل الخارجي هي الفيصل في الحكم على الأشخاص والملاحظ أن كل شخصية مرموقة ومعروفة تميل إلى إبهار من حولها بترك بصمة معينة لديهم من خلال اهتمامها بالمظهر الخارجي وطريقة لبسها التي تلعب دورا كبيرا في التعريف بها، بالمقابل نجد أشخاصا آخرين لا يهمهم مطلقا ما يلبسون المهم أن يستروا أنحاء جسمهم غير مبالين بالموضة ولا بالألوان، ''النهار'' حاولت من خلال هذا الاستطلاع، التعرف على أهم أسرار رجال الدولة والمسؤولين المعروفين لدى العامة بطبوع متنوعة في اللباس.. بلخادم: والدي هو قدوتي في اللباس وملابسي كلها من الجزائر عبدالعزيز بلخادم، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، استطاع أن يجمع بين الأناقة والالتزام، يتميز دائما بارتداء هندام رسمي أنيق، مع الميل للون القاتم خلال المناسبات الرسمية والاجتماعات، في حين يشاهد باللباس التقليدي من ''شاش وقشابة'' خلال الأيام العادية أو في السهرات الرمضانية، والمناسبات الدينية، بلخادم الرجل الملتزم حافظ دائما على قناعاته الشخصية ويظهر ذلك من خلال اهتمامه بعدم إسبال السروال، وارتداء سراويل فوق الكعبين دون أن يتخلى على اللحية التي لقي انتقادا كبيرا بسببها. وفي اتصال معه، قال بلخادم الذي تفاجأ بالسؤال ''ملابسي كلها أشتريها من الجزائر ولا أسعى مطلقا لاقتنائها من الخارج، في الحقيقة أنا أشجع كل ما هو محلي، أما بالنسبة للألوان فأنا أختار دائما الألوان القاتمة في المناسبات الرسمية أو مآدب العشاء، في حين أميل للألوان الفاتحة في سائر الأيام''، أما عن ارتدائه للملابس التقليدية التي يعشقها ممثل الرئيس، فيقول بلخادم ''ما ألبسه هو للآباء والأجداد، أحب كثيرا الحفاظ على التراث، وكل ما يعبر عن الأصالة الجزائرية، أحب ارتداءها لأنني أجد فيها راحتي... وبخصوص عدم إسبال سرواله قال بلخادم أنه يقتدي بوالده الذي لا يسبل سرواله، ''هي عادة ورثتها عن أبي رحمه الله، فمذ أن وعيت على الدنيا وجدته كذلك فحذيت حذوه... هي كلها عادات ألفتها وكبرت عليها وسأظل وفيا لها...'' وفي رده عن سؤال تعلق بنوع العطر الذي يختار الوزير استعماله ... يضحك بشدة... ''أعتذر لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال الذي أعتبره شخصيا...'' دليلة بلخير يحب التميز ويعشق قبعات الغرب الأمريكي حمراوي: باريس وبيروت مصدر أناقته الأناقة والمظهر الخارجي عنصران أساسيان بالنسبة للصحفي السابق حمراوي حبيب شوقي، ولعلهما من بين العناصر التي ساعدت على اعتلائه عدة مناصب سامية في السلطة كوزير للثقافة والاتصال وكذا مدير عام لمؤسسة التلفزيون الجزائري. أكدت مصادر مقربة من محيط المدير الأسبق لقلعة التلفزيون، حمراوي حبيب شوقي، أنه من كبار متتبعي عالم الموضة وجديد الأزياء الرجالية، فيستغل فرصة تنقلاته العديدة خلال السنة لعواصم الموضة من أجل اقتناء آخر صيحات ال''فيشن'' وما جادت به أنامل كبار مصممي الأزياء العالميين، وتعد العاصمتين الفرنسية باريس واللبنانية بيروت من بين أهم العواصم التي يستغلها حمراوي للتبضع واقتناء الأطقم والقمصان التي تعرض في أفخم محلات شوارع ''الإليزيه'' بباريس والحمراء ببيروت، خاصة من أجل التحضير للمواعيد الخاصة كحفل الفنك الذهبي الذي يدير مؤسستها أو المهرجان الدولي لفيلم العربي بوهران الذي يتولى رئاسته، حيث يحرص الأخير على أن يبدو في أجمل حلة خاصة عند استقباله لكبار الفنانين العرب المشاركين في هذه التظاهرات. كما يعرف عن، حمراوي حبيب شوقي، عشقه للقبعات الأمريكية التي تشتهر بها منطقة الغرب الأمريكي والتي عادت ما يقتنيها حمراوي من باريس، وهي قبعات باهضة الثمن وتزيد في أناقته وتميزه عن باقي المسؤولين. كما ساعد الهندام على تقريب المدير الأسبق للتلفزيون من كبار الشخصيات الفنية في العالم العربي على رأسهم الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية التي تحب كثيرا الرجال المهندمين. كما يستعمل حمراوي عددا من العطور الفرنسية، حيث كشفت مصادرنا المقربة عن حبه الكبير للعطور وفي كل مرة يحب تغيير نوع العطر وفق اللباس وحالة الطقس، وأسر لأحد أصدقائه قائلا أن عشقه للعطر يكاد أن يجعله مريضا أو مهوسا، فلا يقاوم العطور التي ينفق الكثير من أجلها. سامي سي يوسف رحيم: بذلاتي الكلاسيكية عمرها 15 سنة عبدالوهاب رحيم، صاحب فندق الهيلتون ومركز التجارة العالمي، هيئات ذات شهرة عالمية لكن شياكته لا تعكس الموضة العالمية... في وقت ليس بالبعيد ارتدى بذلة كلاسيكية اقتناها منذ 15 سنة خلت من محلات خارج الوطن لانعدام ماركات تتناسب وذوقه داخل الوطن... في جل خرجاته بدا للعيان إنسانا بسيطا وعاديا جدا... لا لشيء سوى لأنه يضع الاهتمام بأناقته جانبا والاهتمام بأعماله ضمن أولويات أجندته... كما أن إعطاء الزوجة الفاضلة الأولوية في تسيير شؤون بيتها إلى ما تعود عليها مؤسسات زوجها من مداخيل من خلال تأكيدها له''روح اخدم برك وجيبلي لفلوس''... تفاديا للمزيد من المصاريف لأنه يعتبر نفسه ''وليد الشعب... الذي يرتدي بذلة عادية في تأدية مهامه... وهي بذلة لا تشترط وضع عطر ''ماركة''. لا يغير كثيرا من الألوان زياري لا يستغني عن ربطة العنق يعد رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبدالعزيز زياري، من بين أكثر المسؤولين في السلطة اهتماما بهندامه وأناقته، حيث تشير مصادر مقربة من محيط الرئيس زياري أنه من أكبر عاشقي الموضة ويسعى دوما لأن يبدو في حلة جميلة دون الإكثار من الألوان حيث يفضل اللون الرمادي والأزرق الداكن. اهتمام الدكتور زياري بهندامه ليس مرده للمنصب الرفيع الذي يحتله في هرم السلطة وإنما هو نمط معيشي اكتسبه الطبيب منذ أيام المهنة النبيلة حيث يهتم بنظافته ونظافة هندامه أكثر من أي شيء آخر، كما يفضل رئيس المجلس لباس الأطقم خلال كل أيام الأسبوع حتى خلال أيام العطل ونهاية الأسبوع، حيث نادرا ما يشاهد زياري بدون ربطة العنق التي يرى فيها الرئيس رمزا للانضباط والصرامة، حيث لم يسبق له وان تردد على مكتبه بالمجلس الشعبي الوطني من دونها حتى خارج أوقات الدوام، كما يهتم زياري كثيرا بالحذاء وملاءمته مع الطاقم كون الحذاء مصدر للأناقة كما يقول المصممين وخبراء الأزياء حيث ينتعل حذاءا اسود دائم اللمعان ويحافظ كثيرا على ذلك مدير مجمع كوسيدار:''زوجتي تختار لي ملابسي ولا تهمني الموضة'' لخضر رخروخ رئيس مدير عام مجمع كوسيدار...قيمة وسمعة المؤسسة تفرض عليه أن يكون في شياكة دائمة تعكس مقام منصبه...هذا لا يعني أنه يجب عليه مجاراة الموضة وإنما يجب ارتداء ملابس محترمة تعكس ذوق زوجته الفاضلة من حيث ''الماركة'' المفضلة لديها والمزج بين الألوان...شريطة أن لا تكون خاطفة الأنظار...لا لشيء سوى لأنه أن بعيدا عن الأضواء وتطوير مؤسسته في صمت. حبيبة.م مصمم الأزياء عمر مرواح: ''بساطة وزرائنا هي سر أناقتهم'' قال عمر مرواح مصمم أزياء جزائري، أن معظم الوزراء والمسؤولين الجزائريين يميلون وبشكل كبير إلى ارتداء الطقم الكلاسيكي البسيط الذي يتمثل في طقم 3 أزرار في الأكمام وفتحتين في حافة الصدر، ويعتبر هذا الموديل من الموديلات القديمة جدا والمعروفة منذ وقت طويل، وهو الموديل الآيل للزوال، ومن بين الشخصيات التي تفضل هذا النوع من الأطقمة نجد حمراوي حبيب شوقي، كما يميل هذا الأخير إلى ارتداء الألوان الفاتحة كالأصفر والبرتقالي والأزرق وغيرها من الألوان الزاهية في حين نجد أن وزير الصناعة التقليدية والمؤسسات الصغيرة و المتوسطة مصطفى بن بادة، يفضل ارتداء الطقم المذكور سابقا حيث يبتعد كل البعد عن الألوان الفاتحة بل يفضل الداكنة منها إذ وفي أغلب الأحيان نجده يرتدي طقما اسودا. ومن جهة أخرى، هناك موديلات أخرى طغت على وجود الطقم المذكور سابقا لتجعله في طي النسيان من بينها طقم بزرين فقط و بفتحة واحدة على الحافة الخلفية، وأوضح المصمم أن هذا التصميم لا يتوفر بشكل مكثف بالأسواق الجزائرية، وعلى الرغم من عدم وجود أطقمة من هذا النوع بالسوق الجزائرية إلا أن ذلك لم يمنع من ظهور بعض الوزراء باطقمة حديثة ومرموقة على غرار وزير التربية والتعليم أبو بكر بن بوزيد إلى جانب وزير الطاقة و المناجم شكيب خليل اللذان غالبا ما يظهران أطقمة باللون الرمادي الفاتح . ولد عباس أشيك وزير وأكثر المتتبعين للموضة أما وزير التضامن و الأسرة و الجالية الجزائرية بالخارج جمال ولد عباس، فقال المصمم أنه يعتبر الوحيد الذي يولي اهتماما كبيرا للموضة حيث يعرف بطلاته الاستثنائية بتتبع آخر صيحات الموضة، فهو يركز كثيرا على احداث تناسق كبير بين الألوان و الأشكال في طريقة لبسه فغالبا ما يلبس ربطة عنق بلون وردي أو اخضر تتبعها جوارب من نفس اللون. ومن الشخصيات التي يمكن تصنيفها كشخصيات تعتمد في طريقة لبسها أسلوبا عاديا و عفويا نجد وزير البريد و المواصلات والتكنولوجيات الحديثة حميد بصالح الذي لا يعطي اهتماما كبيرا للباسه كون المهم لديه هو أن يكون طقمه مقبولا وبسيطا بعيدا عن ما يسمى بالموضة.وفيما يخص اختيارهم للموديل وخامة القماش، قال مرواح أنها تختلف من شخصية لأخرى كون اغلب مسؤولي الدولة يفضلون اقتناء أطقمة جاهزة مستوردة والتي يصل سعرها إلى 120 ألف و 180 ألف دينار، ويرجع ارتفاع سعرها إلى الماركة التي يحملها الطقم، في حين نجد أن شخصيات عديدة تفضل اقتناء الطقم المحلي الذي لا يزيد سعره عن 70 ألف دينار.كما أن هناك من يفضل الاعتماد على خياط خاص يهتم بأناقته وإطلالته من بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يلجأ إلى خياطة ملابسه لدي خياط الرؤساء بالقصبة ويفضل رئيس الجمهورية ارتداء الطقم الكلاسيكي البسيط ذو الفتحتين في حين يميل إلى الألوان الداكنة مع ربطات العنق الزهرية. منال غضاب