السيدة الفاضلة نورأرجو منك حلاً عاجلاً، حيث إنني محبطة جداً من هذا الوضع، ولا أكاد أتحمله، مشكلتي أن إبني الذي بلغ الآن الخامسة عشرة من العمر، يستهتر بتعليماتي ويضرب بنصائحي عرض الحائط، ويكثر الخروج من البيت مع أصحابه، والبلية أن أباه أكثر استهتاراً، ومهمل جداً في حقه وفي حقنا جميعاً، فأكثر وقته خارج المنزل، ولقد حاولت جاهدة أن أجبره على الإحساس بمسؤولياته اتجاهنا، لكن دون جدوى. إن ابني أيضاً يتصرف مثل أبيه، أوضحت لهما مراراً وتكراراً مدى الفرق بينهم وبين الأقارب، فإخواني وأزواج شقيقاتي وأبناؤهم ليسوا كذلك، فهم حريصون جداً على نظام الأسرة، لديهم حس بالمسؤولية، وعندما أقول لهما ذلك يتركاني غير آبهين بكلامي، لقد تعبت، وصلت إلى مرحلة من التذمر، فهل من نصيحة؟ الرد في البداية أود أن أوضح لك نقاط آثارتها سطور رسالتك، وهي مسألة المقارنة والمفاضلة، كقولك لهما أن أقاربك أفضل منهما، فتلك هي المشكلة وليست المشكلة في خروج زوجك وابنك من المنزل وعدم إحساسهما بالمسؤولية، لذا أقول لك، أن المشكلة بالنسبة لي أراها في أسلوبك معهما، فأنت تنظرين إلى الآخرين من زوايا الرضى، وتنظرين إلى أفراد أسرتك من زوايا السخط، أسلوب المقارنة بالآخرين، أسلوب لا يأتي بخير أبداً، حيث يسبب ضيقاً لجميع الأطراف، لذلك توقفي حالاً عن مقارنة زوجك أو ابنك بغيرهما، وانظري بعين الرضى لهما والتمسي الجوانب الإيجابية فيهما. انطلقي في تشجيع وتقوية هذه الجوانب، وتجنبي فرض الرأي والسيطرة، لأن هذا الأسلوب سيقابل بالاشمئزاز والرفض، كوني دبلوماسية في الأسلوب معهما مع استخدام الحب والحنان، حتى تستطيعين أن تكسبيهما حتى وإن طال الزمن. لذلك يا سيدتي ابدئي بتعديل أسلوب تعاملك مع زوجك وابنك، وبالأخص زوجك، فابتعدي عن كل ما يثير غضبه داخل البيت، وتجنبي الجدال معه وتحملي واصبري، فما قمت به من هدم في جدران منزلك، يحتاج إلى جهد كبير لإعادة ترميمه، الأمر يحتاج إلى صبر، وثمار جهودك ستأتي بنتيجة إن شاء الله وسيبدأ أفراد أسرتك بالالتفاف حولك شيئاً فشيئاً، وإن لم تنتبه، ستجدين نفسك يوماً ما وحيدة، أسأل الله أن يوفقك في جهودك في لم شمل أسرتك. ردت نور