دعا المحافظ الأوروبي للتجارة، بيتر مندلسن، السلطات الجزائرية لإعادة النظر في الشروط المتفق عليها في إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، حتى تتمكن من وضع حد لمسلسل الفشل الذي لا يزال يرهن تفعيل الاتفاق منذ دخوله حيز التنفيذ في الفاتح سبتمبر 2005، مما يعني حسبه أن الجزائر لم تهضم بعد معنى الاتفاق و لم تقرأ بعد ما بين سطور بنوده ، كما وجه لهجة حادة مرر عبرها معاني "البهدلة" و الاستياء من تأخر الإصلاحات الاقتصادية، باعتبارهما مؤشران أساسيان حالا دون انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة. و أكد مندلسن، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بمقر إقامة الميثاق معية وزير التجارة الهاشمي جعبوب، وبلغة متعصبة استحالة انضمام الجزائر الى منظمة التجارة العالمية في الوقت الحالي، مادام الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لا يزال فاشلا بعد مرور سنتين من دخوله حيز التنفيذ، داعيا الجهات الوصية إلى خلق فرص خاصة بتنويع منتوجاتها و تكثيف صادراتها نحو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومن ثمة الشروع في تقوية تعاملاتها التجارية مع الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية. و أضاف المفوض الأوروبي للتجارة أن مساندة الهيئة التي يمثلها للجزائر قصد تسهيل عملية الانضمام الى المنظمة العالمية للتجارة لا تكفي لوحدها، في الوقت الذي لا تزال فيه السلطات الجزائرية مكتوفة الأيدي، و الأبواب مغلقة أمام القطاع الخاص، في إشارة ضمنية له إلى تسجيل غياب كلي للمستثمرين الأوروبيين في قطاعي الخدمات و الطاقة ، حيث قال مندلسن بهذا الخصوص أن " الجزائر لديها شمس بترولية جذابة جدا، لابد من استغلال بريقها و ذلك من خلال محاربة الأمور التقنية الضعيفة التي ترتكز عليها الجزائر في الخدمات و الطاقة" ، مشيرا إلى أن دول الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة للاستثمار في مجال التكنولوجيا من أجل تحويل الخبرة و المعرفة للسوق الجزائرية، و بالتالي فتح قاعدة اقتصادية منتجة تساهم بدورها في خلق فرص العمل.