علمت النهار من مصادرها المتطابقة في مدينة وهران أن اثني عشر حراقا وصلوا بأمان إلى مدينة ألميريا الإسبانية أول أمس بعدما دامت رحلتهم اثني عشر ساعة انطلاقا من شاطئ كريشتل، وأعلمتنا المصادر التي نقلت الخبر أن الشبان تتراوح أعمارهم ما بين 20 و36 سنة وينحدرون من الأحياء الفقيرة لمدينة وهران حيث قاموا بشراء زورق من نوع "بوطي" بثمن عشرين مليون سنتيم وكذا محرك من نوع 40 حصانا وحملوا معهم إضافة إلى المواد الغذائية التي تكفيهم شر الجوع طيلة الرحلة البحرية ألبسة خاصة بالغوص اتقاء للبرد وكذا سترات للنجاة اتقاء للغرق في حالة انقلاب القارب وأيضا دلاء صغيرة لتفريغ مياه البحر من القارب طيلة فترة الرحلة. وعلمت النهار من مصادرها دائما أنه عند بلوغ هؤلاء الحراقة مدينة ألميريا الإسبانية هاتفوا ذويهم لطمأنتهم على وصولهم بسلام إلى شبه الجزيرة الأيبيرية لكن أحدهم الذي لم تعلم عائلته بمشروع هجرته غير الشرعية مسبقا فارقت والدته الحياة مباشرة بعد سماعها الخبر الذي كان وقعه قويا على نفسيتها. للإشارة أن معظم هؤلاء الحراقة من البطالين ومن طلبة الجامعة الذين اختاروا فكرة الهجرة غير الشرعية هربا من شبح البطالة والفقر الذي يلازم ذويهم. للإشارة أن معظم أحاديث الشبان الذين يقطنون في الأحياء الفقيرة باتت لا تخلو من سرد تفاصيل الحرقة وكيفية مغادرة البلاد بطريقة غير شرعية، للعلم أن أول رحلة نحو الضفة المقابلة قام بها شبان من حي بلانتير الشعبي والتي كانت في شهر رمضان من السنة ما قبل الماضية والتي كللت بالنجاح حينها ومن ثمة تضاعفت مثل هذه الرحلات اللامشروعة وتحولت إلى شبح يهدد باستنزاف الطاقة الشبانية للبلاد في حالة تواصل هذه الرحلات المميتة في أغلب الأحيان.