واصل مشاهد الهجرة السرية نحو شواطئ الضفة الشمالية من المتوسط رغم المخاطر وانتهاء بعضهم إلى الغرق والعودة جثة ترميها مياه البحر، ورغم المتابعات القضائية للموقوفين في عرض البحر، فضلا عن تشديد عمليات المراقبة من قبل حراس السواحل الجزائريين، على غرار حرس الدول الأوروبية المتوسطية ، وخاصة ايطاليا، اسبانيا وفرنسا. فخلال ال 48 ساعة الأخيرة تم إحصاء 53 حراقا جرى توقيفهم في كل من وهران ، عنابة وسواحل اسبانيا، في حين يبقى عدد الناجحين في النزول على بالشواطئ الأوروبية مجهولا، حيث تحولت شواطئ ومنافذ كل من وهران وضواحيها وعنابة إلى معبر مغر للشباب الحراقة للمغامرة المجنونة بحثا عن ظروف حياة أفضل في الضفة الشمالية، على حد تصريح أحد الموقوفين أول أمس الخميس لحرس سواحل وهران، والذي أكد أنهم ذهبوا بحثا عن العمل وهروبا من البطالة وليس للاستجمام. والى جانب تزايد عدد الحراقة المثير للقلق محليا وإقليميا، فان اعتماد الحراقة على تقنيات التنقل والترحال المتطورة، مثل جهاز كشف موقع التواجد عن طريق الأقمار الاصطناعية، "جي بي أس"، بالإضافة إلى استعمال بعضهم لقوارب قوية الدفع، يطرح الكثيرة من الأسئلة عن سر استمرار الحرقة وعن وجود شبكات منظمة تخطط وتنفذ مثل هذه العمليات مقابل أثمان باهضة عادة ما تكون بمثابة مقابل الحياة بدل شرائها. حيث تمكنت قوات حراس السواحل للواجهة الغربيةبوهران في ظرف لا يتجاوز 24 ساعة من إحباط محاولتي هجرة غير شرعية كان أبطالها 21 شابا جلهم من ولايتي وهران وعين تموشنت. المحاولة الأولى التي أحبطها أفراد حراس السواحل على متن العوامة الساهر 347 تمت صباح يوم الخميس الفارط على الساعة الحادية عشر وخمسين دقيقة على بعد 32 ميلا بحريا شمال غرب جزر "أبيباس" وتم خلال هذه العملية توقيف 11 حراقا تتراوح أعمارهم ما بين 19 و30 سنة كانوا على متن زورق صيد صغير من نوع بوطي طوله 4.80 أمتار نمزود بمحرك "ياماها" قوة دفعه 30 حصانا. الحراقة الذين انطلقوا من شاطئ كريشتل الواقع 18 كيلومترا شرق وهران جلهم يقطنون بأرزيو ووهران ومعظمهم من البطالين فروا من الوضع الاجتماعي المزري الذي يتخبطون فيه وأملهم الالتحاق بالضفة الإسبانية لكن يقظة حراس السواحل كانت لهم بالمرصاد رغم أنهم قاموا بطلاء الزورق باللون الأسود قصد التمويه لمباغثة عيون حراس السواحل. أما العملية الثانية التي أحبطها أفراد حراس السواحل على متن العوامة "الراصد 345" صباح أمس الجمعة على الساعة الثانية و45 دقيقة ليلا فتمثلت في إنقاذ 10 شبان مغامرين على متن زورق صيد بوطي طوله 4.20 أمتار مزودة بمحرك "ياماها" 30 حصانا بعدما تاهوا عرض البحر لمدة 48 ساعة. هؤلاء الحراقة هم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 23 و28 سنة ينحدرون من حمام بوحجر ولاية عين تموشنت أقلعوا ليلة الأربعاء على الساعة الثانية صباحا من شاطئ يتوسط مداغ وبوزجار باتجاه السواحل الإسبانية. وقال هؤلاء الحراقة لموفد النهار كيف كانوا ضحية نصب واحتيال أحد تجار الموت كادت أن تودي بحياتهم حيث وعدهم منظم الرحلة بعد تقاضيه 7 ملايين للفرد ومبلغ 3 ملايين مقابل جهاز "جي.بي.أس" أنه سيحضر لهم أحسن وأبرع مرشد بالمنطقة سيوصلهم دون محالة إلى بر الأمان لكن كانت مفاجأتهم كبيرة لما أحضر لهم عوض المرشد الجهاز المذكور فقط وطلب عدم تشغيله حتى الوصول عرض البحر وذلك تفاديا لاكتشافه من طرف حراس السواحل وأعوان الأمن وبعد إقلاعهم بخمس ساعات حاولوا تشغيل الجهاز لكن دون جدوى وذلك لأن الجهاز كان معطلا، الأمر الذي أحدث حالة توتر وقلق بين الشباب المغامر الذين ظنوا أن أمرهم قد انتهى ومصيرهم هو الهلاك المؤكد خصوصا وأن أغلب السفن المارة بجوارهم رفضت نجدتهم منها باخرة فرنسية حسب أحد الحراقة التي بالرغم من رؤيتها لهم واصلت طريقها غير آبهة بمصيرهم الذي كانت تحذوه المخاطر لا محالة. هذه الحالات من القلق نجمت عنها هستيريا خوف من الموت البطيء أدت ببعض الحراقة إلى محاولة الانتحار بالإلقاء بنفسه بالبحر لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك بتلاوة آيات من القرآن الكريم والإكثار من الاستغفار. ويوجد من بين هؤلاء الشباب الحراقة الذين أغلبهم من البطالين طالب جامعي في السنة الثانية اقتصاد وآخر طباخ بالإضافة إلى رصاص. فيما أفادت مصادر مطلعة للنهار أنه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة ترحيل حوالي 840 مهاجرا غير شرعي وصلوا إلى الأراضي الإسبانية وتم توقيفهم من طرف سلطات هذا البلد خلال الأشهر القليلة الماضية. توقيف 14 حراقا جزائريا بالسواحل الإسبانية عادل. ر أوقف حراس الشواطئ في إسبانيا 14 حراقا جزائريا دخلوا المياه الإقليمية الإسبانية في الساعات الأولى من صباح أمس. وأفادت وكالة الأنباء الإسبانية، التي أوردت الخبر، بأن الجزائريين الموقوفين تم اعتقالهم من طرف مصالح مراقبة السواحل، على مقربة من الشواطئ الإسبانية، في حدود الساعة الواحدة صباحاً،حسب التوقيت المحلي، على متن قارب طوله خمسة أمتار ومجهّز بمحرك بقوة 25 ألف حصان. وأضاف المصدر ذاته، أن الأشخاص الموقوفين كانوا في صحة جيدة، حيث تم تسليمهم لمصالح الشرطة الإسبانية، لاستكمال إجراءات ترحيلهم .