في قناة المستقلة هذه الأيام مواعيد جميلة لمحبي الشعر العربي الفصيح مع جولات الدور الثاني من مسابقة "شاعر العرب". وفيها سياحة تاريخية نادرة عبر حلقات يومية تروي سيرة ثالث الخلفاء الراشدين وجامع الذكر عثمان بن عفان ذي النورين رضي الله عنه. وفيها موعد يومي لأبناء المغرب العربي ضمن برنامج "ملفات مغاربية". واليوم أنقل لقراء هذه الصحيفة الغراء بعض أصداء هذه المحطات الأدبية والتاريخية والإخبارية. فقد أرسلت لي كاتبة وقعت باسم "بنت بغداد" رسالة طويلة جاء في مطلعها: "سيدي الفاضل لك كل الشكر و الامتنان على ما تتحفنا به من برامج تثري الفكر العربي الذي بتنا نخشى عليه من الجمود والاضمحلال نتيجة الأهوال التي تنهال على أمتنا العربية والاسلامية . و أقول لك يا هاشمي إنك وفي أقل تقدير قد استطعت أن تحقق الحلم العربي و الاسلامي في الوحدة من خلال قناتكم الهادفة، فهي الطبق اللذيذ الشهي الذي يجتمع حوله كل العرب والمسلمين ، فيمكن أن نسميها صوت العرب المستقل، فهي بكوادرها كاناء الزهور الذي ضم وردة من كل بلد عربي فظهرت أجمل باقة فاح شذاها في المعمورة ، وحسبك هذا فخرا..". أما الشاعر علي حسين الفخري من مدينة الموصل في العراق الغالي فأرسل لي قصيدة جميلة أود أن أهديها بدوري لجميع قراء هذه الصحيفة الغراء. عنوان القصيدة: "إلى مسابقة شاعر العرب" وهو يقول فيها: أضمم معاني الحسنِ من ألوانِهِ وانشقَ عبيرَ الوردِ من أردانهِ واسبحْ بهِ فوقَ الخيالِ ولا تَخَفْ شططَ الهوى إن كنتَ من فُرسانهِ ما الشعرُ إلا الشارداتُ ولن ترى للمُبدعينَ سواهُ غير هوانهِ قد خابَ ملتحفُ الظلامِ وما درى أن الضحى يهدي إلى أوطانه نصبَ الزمانُ لكُلِّ حسنٍ شاردٍ شركاً وأحكمَ من عُرى أشطانهِ وأغضُ طرفاً أن يُرى في رمشهِ حسدٌ تلهّبُ من جوى نيرانهِ وأشاحَ وجهاً أن يُرى في عطفهِ غضبٌ يُحدِّثٌ عاذِلاً عن شانهِ هيهاتَ يغتالُ الأصالة عابِثٌ قد ظنَّ حرفَ الضاد من مُرّانهِ ورمى الفضاء وساقهُ من وهمهِ غيٌّ ليحمِلهُ إلى أكفانِهِ يستلُّ من تلكَ الرموزِ أسنّةً ما استلَّ غيرَ الوهمِ من هذيانهِ فترفَّقوا بالحُكمِ أهلَ المُنتدى فالشعرُ مرهونٌ بِحُكمِ بيانهِ