تعرض قناة المستقلة هذه الايام تاريخ الأمير عبد القادر الجزائري، ومن خلاله صفحات مهمة من تاريخ الجزائر والعالمين العربي والإسلامي، ومن تاريخ العلاقات الإسلامية الأوروبية. أحب التاريخ كثيرا. إنه دراما حقيقية غير مصطنعة تتجلى فيها معجزة الإنسان وقدرته على تحدي ذاته وتحدي الظروف من حوله من أجل الحق والخير والجمال. وفيها أيضا تتجلى قابلية الإنسان للسير في طرق الشر والظلم والإنحراف. وذلك هو الإختبار الحقيقي للإنسان في نهاية المطاف: هل يكون من أهل الصلاح أم من أهل الضلال. ومن خلال التاريخ، وتجارب الناس من قبلنا، نستطيع جميعا أن نتعلم دروسا كصيرة تؤيدها الوقائع والتجارب العملية. وآمل أن تجربة الأمير عبد القادر، كما يعرضها عدد من علماء الجزائر المرموقين، تقدم دروسا مفيدة للناس في الجزائر ولمن يفهم اللغة العربية في كل أنحاء العالم. ومن أخبار قناة المستقلة أنها ستبث قريبا إن شاء الله ندوات حوارية عن مساحة العقل والعلم والعدل في المجتمعات العربية بمشاركة نخبة من الكتاب والمثقفين العرب. فكرة البرنامج أن هناك من يرى أن المجتمعات العربية لن تتطور ولن تتقدم بشكل حقيقي ونوعي إلا إذا زادت أو تضاعفت مرات كثيرة مساحة العقل والعلم والعدل في هذه المجتمعات. وإذا صحت هذه النظرية فإن النقاش يتطرق أيضا الى السبل الواقعية والفرص الموضوعية المتاحة لمعالجة هذا الخلل. وقبل ذلك كنت أخبرت قراء هذه الزاوية بعدد من مبادرات المستقلة، أستأذنهم في التذكير بها. أولا ستنظم قناة المستقلة في الفترة من 25 الى 27 ربيع الثاني 1429 هجرية، الموافق: 1 الى 3 مايو 2003 ميلادية، إن شاء الله تعالى، القمة العربية الأهلية للبحث العلمي والتعليم العالي. هذه القمة مبادرة جديدة من قناة المستقلة في خدمة العلم والتقدم، سيشارك فيها نخبة من الجامعيين والعلماء العرب، يناقشون على امتداد ثلاثة أيام الاستراتيجية الأنجع والأفضل لتطوير البحث العلمي والارتقاء بمستوى التعليم العالي في البلدان العربية. وأضيف اليوم أن المشاركين في هذه القمة سيجيبون أيضا على هذه الأسئلة: متى يصنع العرب أول هاتف جوال، وأول سيارة قادرة على منافسة تويوتا، ومتى يخترعون دواء للملاريا؟ أما الذين يجبون الشعر العربي الفصيح فيسرني أن أخبرهم بأن منافسات الدور الثالث من مسابقة "شاعر العرب" ستنطلق في شهر أبريل المقبل إن شاء الله تعالى، بمشاركة ثلاثين من الشعراء المبدعين من عدد من الدول العربية. وهناك أيضا ديوان "لماذا نحبه؟" وكنت كتبت عنه من قبل وبينت أنه مبادرة ثقافية جديدة غير مسبوقة، وعنوان ديوان شعري جديد يحتوي مائة قصيدة لمائة شاعر معاصر موضوعها حب خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. تبحث هذه المبادرة الثقافية عن تفسير الشعراء المشاركين في الديوان للأسباب التي تجعل قلوب ما يقرب من ألف وخمس مائة مليون إنسان على ظهر البسيطة تفيض بحب رسول الرحمة وإمام الهدى وصاحب الخلق العظيم. وقد تم الإتفاق مع دار نشر عربية مرموقة لطباعة النسخة العربية من الديوان ثم سيبدأ العمل فورا لترجمة الديوان ونشر قصائده باللغات الانجليزية والفرنسية والصينية والإسبانية والهندية. "لماذا نحبه؟" مبادرة ثقافية جديدة لقناة المستقلة هدفها تشجيع الفن الراقي واكتشاف المواهب الشعرية المتألقة في المجتمعات العربية، والمأمول أن يكون هذا الديوان إضافة نوعية وصفحة مشرقة في تاريخ الشعر العربي والعالمي.