رولاند باترزينسكي على اليسار طالب السيد "رولاند باترزينسكي" وهو مسؤول في الحزب الفرنسي الحاكم من السلطات الجزائرية، منحه الجنسية الجزائرية، كونه من مواليد الجزائر. وفي رسالة تحصلت النهار على نسخة منها، تحدث رولاند عن قصة حبه الكبير للجزائر وشعبها، حيث زارها في 10 نوفمبر 2004 بعد 40 سنة من الحنين و الانتظار، و استرجع ذكريات الطفولة بحي باب الواد و عنون رسالته ب "ولادتي الثانية". وزار"رولاند" مسكنه القديم "بالكيتاني" حيث عاش 16 سنة حتى غادر الجزائر في 09 جوان 1962 و لا يزال يأمل العودة للجزائر بصفته "جزائريا" والاستقرار فيها نهائيا. و راح رولاند يعدد ذكرياته مع الجزائر والجزائريين، حيث قال "كنت مناصرا للثورة وأدافع عن شرعيتها رغم صغر سني"، و روى لنا كيف أنقذ عائلة خباز الحي من موت محقق على يد المنظمة العسكرية الخاصة "OAS" التي قامت برمي قنبلة في مسكن عائلة "شايب" القاطنة حاليا ب"بولوغين"، كما تحدث في اتصال هاتفي بالنهار عن صداقاته الكثيرة بالمسئولين الجزائريين مثل الوزير السابق "عزيز درواز" و القنصل الجزائري بباريس، وكذلك رفيق دربه السياسي السيد "رشيد قاسي" المستشار الشخصي للرئيس ساركوزي. وفي نفس السياق تحدث عن مساعدته للجالية الجزائرية المتواجدة بفرنسا بحكم منصبه بالعدالة، وكذلك بالمجلس البلدي حيث ساعد طالبة جزائرية بالتمريض للحصول على وثائق الإقامة. كما ناصر رولاند، فريقنا الوطني لكرة اليد الذي قاده "عزيز درواز" سنة 1990 ضد فرنسا في كأس العالم بتشيكوسلوفاكيا وقال "لقد كان قلبي يخفق للجزائر رغم أني كنت ممثلا للوفد الفرنسي بحكم أني نائب رئيس الفيدرالية الفرنسية". وتعتبر هذه سابقة في تاريخ الجزائر، حيث لم يسبق وأن طلب الجنسية الجزائرية مسؤول فرنسي من هذا الوزن. و يأمل السيد "رولاند باترزينسكي"61 سنة أن تنصفه العدالة الجزائرية، وترجع له حقه في حمل الجنسية الجزائرية ومنحه الحق في الإقامة الدائمة بالجزائر. وفي اتصال للنهار بالسيد "سعيد عبادو" الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، أكد موقف الجزائر الرافض منح الجنسية الجزائرية للأقدام السوداء، و قال "إن الأمر مفصول فيه، فهؤلاء فضلوا الذهاب مع فرنسا و حمل جنسيتها" وأضاف " العدالة الجزائرية الوحيدة المخولة بالفصل في هذا الموضوع، و إذا أثبتت التحقيقات أن هذا الشخص كان مع الثورة الجزائرية و قدم خدمات للجزائر، فلن تبخل عنه بمنحها جنستها". و قد سبق للجزائر أن أعطت الجنسية الجزائرية ل"موريس أودان" و "فرانز فانون" مساندتهما للثورة. ويعد السيد "رولاند" قياديا مرجعيا بالحركة "الماسونية" بفرنسا. ويشغل حاليا منصب مستشار مكلف ب "الحماية القضائية للشباب" بوزارة العدل الفرنسية، ومستشار و محافظ وطني بحزب" الإتحاد من أجل الحركة الشعبية" UMP عن منطقة"فال دو مارن" ومنتخب بالمجلس البلدي ل " ليميل إي بريفان" و هو مرشح للانتخابات المحلية في مارس المقبل لنفس البلدية. و يسعى "رولاند باترزينسكي" للتقريب –حسب تعبيره – بين البلدين بالتوأمة بين بلديته " ليميل إي بريفان" وإحدى بلديات الجزائر، وعلمت النهار من مصادر مطلعة أن "رولاند" دخل في محادثات مع رئيس بلدية حيدرة لتحقيق هذا المشروع خلال زيارته الأخيرة للجزائر في 31 ديسمبر 2007 ولا تزال الاتصالات جارية بين البلديتين، كما يعمل على إنشاء جمعية تروج للسياحة في الجزائر وإبرام اتفاقيات تعاون مع المجموعة الأوروبية للنهوض بالقطاع السياحي بالجزائر.