حقيقة لا أعرف كيف أبدأ سرد مشكلتي، واعلمي أني أسترق هذه اللحظات حتى أتصل بك وأعبر من معاناتي، التي تعود إلى سنوات ماضية. أنا سيدة من ولاية أدرار، متزوجة منذ سبع سنوات أم لطفلين، لدي مشكلة مع زوجي، فهو رجل عصبي جدا وغير متحضر، قبل زواجي كنت أعيش وسط أهلي وعائلتي، أسرة محافظة، لكن تعطي المرأة قيمتها، كنت أشتغل في ميدان الحلاقة، ولما تقدم زوجي الحالي لطلب يدي وافق أهلي وسلمت أمري لهم، كوني خرجت من خيبة عاطفية، قلت في قرارة نفسي، أنه جاء من ينسيني همي ومن يعيد إلى الأمل، تزوجت وارتبطت بهذا الرجل الذي كان يبدو لي حنونا متفهما، قبل الزواج، لكن منذ أن وطأت عتبة داره، أغلق علي الأبواب كما لو كنت في سجن، أو بالأحرى زنزانة، كنت أعيش في بيت مستقلة عن أهله، كان يحرم علي فتح النوافذ، ولا أخرج إلا برفقته، وفي الليل الحالك وعند الضرورة القصوى، حتى أهلي يمنعني عن زيارتهم خوفا أن ألتقي بأقربائي أو الجيران، أكثر من هذا لا يسمح لي أن أفتح الباب، سوى لوالدته ويحرم على بنتيّ اللعب خارج المنزل، وكأنه يحجبهما في عز برائتهما، سيدتي أخاف على طفلتاي أن يكبرا بعقدة نفسية، بسبب ضغوطات والدهما، كما أني لم أعد أحتمل هذه الوضعية، فالشيء الوحيد الذي يؤنسني، هو الهاتف الذي أسترق منه بعض الاتصالات، للسؤال عن أهلي، أفكر أحيانا في الهروب، كما يهرب السجين البريء المظلوم، لا أجد طريقة أتصرف بها حيال زوجي، أريد أن تساعديني في أسرع وقت. ح من أدرار الرد سيدتي الكريمة يبدو أن زوجك من النوع الذي يغير بشدة، لدرجة التملك والأنانية، وهذا النوع من الغيرة، إن زاد عن حده أصبح عقدة نفسية لصاحبها، أتفهم معاناتك وخوفك على براءة إبنتيك، إذا لا يعقل أن يحرمكن من الإتصال بالمحيط الخارجي، الذي يراه زوجك خطرا عليكن وعلى سمعته، أقترح عليك أن تناقشه في الأمر أو إلى طلب المساعدة من طرف أهله وأهلك، إذ من حقك زيارة أهلك وأن تشعري بنوع من الحرية، وأنت في بيتك لا في زنزانة، لابد أن يدرك أن تصرفه هذا يجرح كرامتك، كما لو كنت إمرأة غير موثوق فيها، تقربي من زوجك أكثر، فالأرجح أنك تعرفين أشد المعرفة، طريقة تفكيره حتى تستطعين تغيير سلوكه اتجاهك. ردت نور